((أعطني الناي و غني , فالغنا سر الوجود
وانين الناي يبقى بعد ان يفنى الوجود))
غني فيروز واشجينا ,
فالروح صباح ,
والقلب طواحينٌ ثكلى
وصداك رياح .
يا بحة نايٍ عذرية ,
وغيوم سماء شتوية ,
ذرفت ترتيلاً و غناءً ,
قطرات الحزن بمسمعنا.
سكرت قيعان ضمائرنا .
ضاعت بالعطر ذواكرنا,
بشذىً فواح .
( شايف البحر شو كبير, كبر البحر بحبك ,
شايف السما شو بعيدة , بعد السما بحبك)
الحب بلا رجع ٍ منك ,
وهمٌ وسراب ,
وحنيني ثوبٌ مهترئ ,
بل ظل خراب .
نقشت الحانك
فيه تبراً و لجيناً و قلائد ,
فغدا قفطاناً ملكياً ,
ونجوم عتاب .
سطعت في ليل محزون
فيض قصائد.
أنت عقدُ فرند ,
في جيد الصبح يزينه ,
يكسوه لون الاشراق ,
يسقيه وصل المشتاق .
ترياق أنت سفيرتنا للنجم
وحسنك في هامتنا لقاح.
(ليالي الشمال الحزينة ظلي اذكريني اذكريني
وبينده علي حبيبي...)
لست عصفورا للساح و لكن ,
قنديلاً ملأ الكون اغاريداً
و سنا .
بلبلٌ شدا على جرس كنيسة .
حمامة هدلت في صحن مسجد .
دعت الخالق شوقاً
و منى ,
حزناً وضنا .
جوقة قداس كنسية
أنشودة درويش حالم ,
بسمات ربيع قدسية ,
زغرودة بحر متلاطم .
حكايا الألف و ليلتها ,
والسحر مباح ,
حتى الإصباح ....
(يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين
ان كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين)
غني فيروز وإن قالوا :
أجراس العودة لن تقرع !
غني , لو غطوا قرص الشمس ,
بغمام ٍ أو هتكوا المخدع ,
فبريق الحق المخنوق ,
يحتاج لصوتك , كي يسطع
يا حزن كمان ٍ منفرد ٍ ,
يا صوت ملاك ,
يا غنج الريح الوجد,
لثم الشباك .
أماني حصاد ٍ ومواسم ,
أهزوجة بنت ريفية ,
غنت للقحط و ما اوجع.
(هيلا يا واسع هيلا هيلا
مركبك راجع
بسمتك هيلا
ضحتك هيلا)
هال ٌأنت ,
في وسط فنجان صباحي ,
شتلة زيتون شرقية ,
بستان ورود و اقاحي .
أشجار لوز برية ,
نبتت في حقل التفاح .
زيدي صباحي !
صدي رياحي !
إعصارٌ حزني و همومي ,
وشدوك مقبض مفتاحي .
غطاءٌ يدفئ خاصرتي ,
دثاري , قفازي , وشاحي.
أهديك بصدق ٍ كلماتي ,
يا صوت الفن الصداح....