في قاعة الانتظار بقينا ننتظر حضور الطبيب الذي لم يأت بعد، عقارب السّاعة المعلّقة فوق جدار يكاد يهوي على رؤوسنا من شدة الحنق تبدو أسرع من سيارته.. تداولنا قراءة الجرائد كما تبادلنا الهواء الذي استنشقناه في قاعة ضيقة كتب فوق بابها باللغة الفرنسية ما معناه للرجال، مقابل قاعتنا تتواجد قاعة للنساء كن يسترقن النظر على عادة النسوة، بعض الجالسين في قاعتنا ممن لم يحضوا بمكان مريح يتيح لهم متابعة ما يحدث عند الجيران، كانوا ممتعضين منا و بقوا يتصيدون الفرص ليستولوا على الأمكنة التي قد يغادر أصحابها بعد أن يستسلموا للوقت و الانتظار.. بالنسبة لي بقيت محافظا على هدوئي، تصفّحت جريدتين، حسبت مساحة قاعة الانتظار، عددت كل قطع البلاط، و اقترحت ألوانا أخرى لجدران الغرفة و الستائر لكنني استسلمت في النهاية للنوم الذي اقترح عليّ خدماته في انتظار مجيء الطبيب.. نمت عميقا، حلمت بحضور الطبيب، لكنني استيقظت على همهمة و جلبة أحدثها كل من كان في العيادة من رجال ونساء عند سماعهم للرّسالة غير المتوقّعة : أيّها النّاس، الطبيب لن يأتي اليوم، عودوا غدا ؟!!.