الانتظار ..

في قاعة الانتظار بقينا ننتظر حضور الطبيب الذي لم يأت بعد، عقارب السّاعة المعلّقة فوق جدار يكاد يهوي على رؤوسنا من شدة الحنق تبدو أسرع من سيارته.. تداولنا قراءة الجرائد كما تبادلنا الهواء الذي استنشقناه في قاعة ضيقة كتب فوق بابها باللغة الفرنسية ما معناه للرجال، مقابل قاعتنا تتواجد قاعة للنساء كن يسترقن النظر على عادة النسوة، بعض الجالسين في قاعتنا ممن لم يحضوا بمكان مريح يتيح لهم متابعة ما يحدث عند الجيران، كانوا ممتعضين منا و بقوا يتصيدون الفرص ليستولوا على الأمكنة التي قد يغادر أصحابها بعد أن يستسلموا للوقت و الانتظار.. بالنسبة لي بقيت محافظا على هدوئي، تصفّحت جريدتين، حسبت مساحة قاعة الانتظار، عددت كل قطع البلاط، و اقترحت ألوانا أخرى لجدران الغرفة و الستائر لكنني استسلمت في النهاية للنوم الذي اقترح عليّ خدماته في انتظار مجيء الطبيب.. نمت عميقا، حلمت بحضور الطبيب، لكنني استيقظت على همهمة و جلبة أحدثها كل من كان في العيادة من رجال ونساء عند سماعهم للرّسالة غير المتوقّعة : أيّها النّاس، الطبيب لن يأتي اليوم، عودوا غدا ؟!!.

كم أمقت الانتظار يا صاحبي


نص يعكس الحالة النفسية لمن سئم الانتظار



ولكن يبقى الأمل بمستقبل مشرق يختبىء خلف ستائر الانتظار


أديبنا الفاضل شكراً جزيلاً لك

جميل لكن النص بحاجة إلى عدة محسنات مشكورين على هذا الأبداع

كان وصف الانتظار هنا وما يصاحبه من حالة القلق والتوتر دقيقا حتى في حساب مساحة الحجرة بعد قطع البلاطات ومحاولة قتل الوقت بقراءة الجرائد والسفر بالخيال لتغيير لون الجدران أو الستائر
كلنا مر بمثل هذا الشعور وأنا أيضا تماما كما وُرد بالنص
أحييك بشدة أديبنا المكرم
وأدعوك لصفحات الأخوة الأدباء هنا للمشاركة
ومرحبا بك في ربوع الواحة
جل تقديري

"ولكن يبقى الأمل بمستقبل مشرق يختبىء خلف ستائر الانتظار".
رائعة هذه الخلاصة أيّها القاص الجميل. لولا الأمل و الرّجاء لانقطع حبل الإيمان بالغد المشرق الجميل.
دمت وفيّا، أخا و صديقا يا ياسر.. مودّتي

"جميل لكن النص بحاجة إلى عدة محسنات مشكورين على هذا الأبداع".
هذا النّص يرجع إلى بداياتي في فنّ القصّة و قد جاء كما هو. أحيانا أفضّل ترك كتاباتي على شكلها الأوّل لأختبر لاوعيي الذّي كتبت به و كتبته.
شكرا لك أستاذ رعد على هذا النّقد الهادئ الجميل. دامت أيّامك الأدبيّة. محبّتي

الأستاذة النّشيطة رنيم
أعرف أنّني مقصّر في حقّ الواحة و حقّ أصدقائي الكتّاب، إنّها التزامات العمل الذّي استهلك معظم وقتنا. أعدك أن أتناول بعض نصوص أدباء الواحة بالنّقد و التّعليق كلّما سنحت الفرصة.
... إنّها حالة القلق الذّي ينتابنا كلّما انتظرنا شيئا ما، إنّها مساحة الفراغ الذّي تتّسع دائرته في أذهاننا كلّما طال الانتظار.
شكرا لك على الإطراء أستاذة رنيم.. دام ألقك الأدبي. امتناني و تقديري

وصف أكثر من رائع ، أعجبني جداً ما قرأت هنا

خاصة أن ذات الموقف حدث معي عدة مرات :)


مودتي أستاذ أحمد

الانتظار... يقتل الوقت ويقتل صبرنا معه... أغبط من لا يثير أعصابه هذا الوقت الذي يضيع هدرا
قال أحدهم إنّ الإنسان يضيّع أكثر من سبع سنين من عمره في انتظار دوره في المؤسسّات وانتظار ضيوفه وغيرها ...
قصّة صوّرت بدقّة ما يجري معنا في لحظات الانتظار العصيبة
بوركت أخ أحمد
تقديري وتحيّتي

وصف أكثر من رائع ، أعجبني جداً ما قرأت هنا
خاصة أن ذات الموقف حدث معي عدة مرات :)
مودتي أستاذ أحمد

==================
هي حقيقة الانتظار أستاذ أحمد
أنا و أنت و الجميع نمارس هذه العادة منذ ولدنا، و الحقيقة المطلقة أنّ أعمارنا في هذه الحياة ما هي سوى ساعات من الانتظار ثمّ الرّحيل عبر واحدة من عربات القطار نحو دنيا أخرى لازمن فيها.
أشكرك كثيرا على هذه الوقفة.. دمت صديقا