زوربا
رقصٌ مجنون
حكمة من باع الدنيا
قال (العاقل):
علّمني الرقص!
"أوترقص"؟
"أو تضحك أيضًا"؟
يرقص..، يرقص
يضحك..، يضحك
يقفز فوق جراح العمر
يهرب منه إليه
لم يبق لحكمة مجنونٍ من ملجأ
سقطت أسقفها فوق رؤوس المسحوقين بحبّ الناس
ما أروع حب الناس وإن قتل الحكماء!
زوربا
لا ترحل!
إبق معي نصنع للعالم ضحكًا من قلب الليل
نرقص بفضاءات اليتم المستشري في الأرض وباء
نحمل همّ الشمس وهمّ الأرض وهمّ قلوب المسحوقين
نبن بيوتًا تضحكُ للضوء نوافذها
نخلق طيرًا تشدو من طين
نرقص..، نرقص..، نرقص..،
حتى يسقط آخر سور
ويعمّ النور
حتى ينكشف المستور\ ويعود النهر لمجراهُ العالق بين صخور\ وتخبز أم الخير على التنور\ زوربا- يا من فهم العالم حسّا\ طب نفسا\ لم يبق سواك يغوص بعمق البركان - رقصًا كالعاشق يجري خلف سراب\ فارقص رقصة موتك\ عزّ النفس بها\ أغمض عيني فلسفتك\ نم يا زوربا- فالكل نيام\ نم يا قدّيس المنسيين\ سيغيض الماء ببضع سنين\ ويعود إليها - فارغةً - صوتُ العالين\ ويعمّ سلام..
.