الشعر والأنثى..
أعاذل ليس من طبعي الخيانةْ ولا أرضى لأخلاقي المهانـة ولكنّـي أزخـرف قافيـاتـي وأجعل للحسان بهـا مكانـةْ أزور الحلْم ثـمَّ أعـود منـه بلحنٍ شابـهُ سحـرٌ فزانـهْ تفسّر كـلّ قافيـةٍ شعـوري ويصبحُ كلُّ بيـتٍ ترجمانـهْ ويزهو بالجواهر صدر شعري وأنظم فـي قلائـده جمانـهْ وأبعثه إلـى الأفـلاك نجمـاً لتُكْبِرَ أعيـنُ الدّنْيـا مكانَـهْ فهذا الشّعـر تأسرنـي رؤاه وتحملني وتدخلُ بـي زمانـهْ فأمسي طائراً في ليلِ سِحْـرٍ يجوبُ الكونَ ممتدحاً حِسانَـهْ وأسبح في بحور الوصف علّي أنال إذا دخلت الغوص دانـةْ وفي ساح التّغزل لـي جـوادٌ أُغِيرُ بِـهِ ولا ألْـوِي عِنانَـهْ فأكتبُ ما يجيش بـه خيالـي وما أرجـو بأحلامـي بيانـهْ أعاذلُ هل يطيعُ الشّعر أمـري إذا فتح الجمـال لـه جِنانـهْ يعيش الشّعر بالأنثى ويسمـو ويبلغ في التوهّـج عنفوانـهْ ويهمي من خلال الرُّوح ودْقاً وريحُ الشَّوق تزجي لي عَنانَهْ فلو حاولت صدّ الشّعر عنهـا يمـدّ بكـل سخريـةٍ لسانـهْ
من ديوان (توقيعات على رمال النوى )