]قالَ لي حُلمُ المساء
....
الصّمتُ ثغرٌ أخرسُ
كالحرفِ في لغةِ القبورِ
فلا تمتْ منْ قبلِ موتكَ
قمْ إلى الشّطرِ الفسيحِ
فإنّهُ لكَ منذُ أنْ وُلدَ الضّياءُ
وخذْ لنفسكَ ما تريدْ
وانفضْ غبارَ العجزِ
عنْ كلِّ الصّحائفِ
لا تفرّطْ بالرّبيعِ
وضَحكةِ الشّمسِ الجميلةِ
عندَ فجركَ
عدْ إليكَ .. أما شبعتَ منَ الغيابِ
فقمْ لنفسكَ منْ جديدْ
والماءُ يفسدُ في سكونِ الليلِ
فافتحْ جدولًا واسقِ الصّباحَ
ولا تُغَلّقْ بابَ قلبكَ
قالَ لي حلمُ المساءِ
بأنّ نهرَ الحبِّ عندَ لقائهِ
معَ زهرةِ الأوركيدِ غنّتْ وارتوتْ
وتناثرَ البِلّورُ في
وجهِ الصّعيدْ
سرْ فوقَ وهمكَ
لا تُصدِّقْ قيدكَ المكتظَّ
وابحثْ في ثقوبِ النّايِ عنْ
تفسيرِ شدوكَ
قالَ لي طيرُ السّماءِ
بأنَّ صوتَ النّاي يعشقهُ النّشيدْ
أشعلْ سراجًا في ظلامِ النّفسِ
تكفي جذوةٌ في الليلِ
توقَدُ في البعيدِ لفتحِ آفاقِ السّكينةِ
في الضّبابِ
فإنْ آنستَ حبًّا لا تنمْ
فلعلَّ دفئًا في لواحظِ شمعةٍ
قدْ يهتدي لعيونِ بردِكَ في الدّجى
فيذيبُ في النّفسِ الجليدْ
فإذا انتهيتَ منَ السّلاسلِ
فالتحقْ بالنّارِ عندَ الوادِ
واخلعْ وهمَكَ الملعونَ
وادنُ منَ اللهيبِ مسافةً
تكفي وصولَكَ للتّبخّرِ
قالَ لي برقُ السّحابِ:
تعالَ وانظرْ كمْ صغيرٌ ذلكَ البحرُ الكبيرُ
إذا نظرتَ إليهِ منْ عينِ البعيدْ
فاصنعْ لنفسكَ سلّمًا
نحوَ العلا وصِلِ السّماءَ
فقدْ قدمتَ منَ السّماءِ
ألا تحنُّ لصدرِ أمّكَ يا فتى
فاعصرْ هناكَ الغيمَ
قدْ قالتْ لي الصّحراءُ إنّكَ لنْ تغيبَ
فقدْ ذهبتَ لتملأ الأكوابَ
إنّي ها هنا ومعي الصّحاري
بانتظاركَ إذْ تعودُ
فعدْ إلينا بالغيومِ وناي حبّكَ
عدْ ليكتملَ القصيدْ
بقلم : م. رفعت زيتون
القدس
25 \ 12 \ 2011