أختي الفاضلة
بقلم / ربيع السملالي
فهذه كلمات قصيرات للتّنويه والإشادة بأخواتنا الفُضليات ، اللّواتي الْتَزَمْنَ بشرع الله ( عزّ وجل) في زمانٍ قال الشّاعرُ في حقّه :
هذي جموع التائهين تناثرتْ ... عبر الفيافي السّود يشقيها السّرى
اللّيلُ كأسٌ والنّهارُ تصـارعٌ ...بين الذّئــاب وغانيات تُكْتَرَى
هذا زمانٌ في الرّداءةِ غـارق ... من للغريق يشـقُّ تلك الأبحرا
فهنيئا لك أختي العِفّة والسّتر والحجاب والحياء في عصرٍ أصبح أكثرُ نسائه عرايا ...
عرايا من الأخلاق
عرايا من الحياء
عرايا من اللّباس
عرايا من كلّ القيم ...
أختي الْعَفيفة هل استشعرتِ هذه النّعم التي تَغْمُرُكِ من كلّ حدب وصوب...
نعمة الإيمان
نعمة الحياء
نعمة الحجاب
نعمة العلم
نعمة الأخلاق
(( وإن تعدّوا نعمةَ الله لا تحصوها ))
أختي إنّك في مُجتمعٍ قال أهلُه وناسُه بلسان الحال بل بلسان القال ما قاله أحدُهم : ( هناك كثيرٌ من الحقائق التي نحاولُ أن نتجاهلَها ونهربَ منها ، لكنّها تتصدى لنا ، وتنتصبَ أمامنا في تحدٍّ ، وترغمَنا على الاعتراف بها ...) :
وهل أنا إلاّ من غزيّةَ إن غوتْ غويتُ ... وإن ترشدْ غزيةُ أرشُدِ
لكن أنت أختي الكريمة قلتِ بخلاف ما قاله الهمجُ الرّعاعُ المتّبعونَ لكلّ ناعق ...قلت في تحدّ وكبرياء : لن ترغمني التوافهُ على الاعتراف بها ، ولن تجبرني المدنيةُ المزيّفةُ على موافقتها ، ولن تخدعني الأفكار النّتنةُ بالسّير في ركابها ، والدّوران في فلكِها ..
فهنيئا هنيئا أختي ...
امضِ قُدُما ولا تلتفتي للأوباش والأوغاد أعداء الإسلام والمسلمين .. واصمدي أمام نباحهم ، وصراخهم ، وهَرْطَقَتهم ، وسَفْسَطَتِهم :
ولو أنّ كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجراً ... لكانَ الصّخرُ مثقالاً بدينار
وهل يضرُّ السّحابَ نُباحُ الكلاب ؟
أختي الفاضلة ما أنتِ بالحالمة ولا النّائمة وقد آن لك أن تصدّقي عينيك ..
أنت بمثابة الصّحابيات الجليلات في هذا العصر الموبوء ...فاحمدي الله واسأليه الثباتَ على هذا الدّين العظيم الذي منّ به عليك من بين الآلاف بل الملايين من النّساء ، وأخرجك من أزقة الضّلال ، وأودية الهلاك ، ودُروب الفتنة والشّقاء ، بعدما كنت في جاهلية وشرّ ...
ولا تنسي أن تُرَدّدِي بين الفينة والأخرى :
أبي الإسلام لا أبَ لي سواهُ ...إذا افتخروا بقيس أو تميمِ
وقول الآخر :
أنس غرائرُ ما هَمَمْنَ بريبةٍ ...كظباء مكّةَ صيدُهنّ حرامُ
وتذكّري قولَ الحقّ سُبحانه :
((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ))
ودمتِ في رعاية الله وحفظه