مِزَقٌ منْ هوى
شَقّ قلبي في هَوَاها طُرُقَــا !
مُدْنَفاً مما رأى ، راحَ يلمُّ القلقَ !
رسَمَتْ من ظلِّها بحرًا لهُ ،
أوْشَكَ ، لكنْ غَرَقَ !
ما لهذا القلبِ يَهوى الغَرَقَ !
ما لَهُ اليومَ يُماري ،
اذ تَــاَسّى بالهوى و افْتَرَقَا !
عَرَفَ الحب صغيراً ، بين جفنيه أنَاخَ الأَرَقَ !
انْ أنَــا أغمَضْتُُ عيني ، كانَ بعدي حَدَقاَ !
أو أنـا أخفَيْتُ عشقي ، مَطَّ ما بينَ السَّهارى عُنُقَا !
لمْ يقُلْ شيئاً و لكنْ قام يطوي الغَسَقَ !
لوعةٌ فيهِ تَنامَتْ تشحَذُ الروحَ لتُغري الأَلَقَ !
لم يقلْ شيئا فقالوا نَطَقَ !
قد نسوا أن الهوى أسْـرٌ و ما مِنهُ سجيناً عَتَقَ !
انْ يكنْ طاف بهمْ ، فليسألوا منْ سبقَ !
مُعجـِزٌ هذا الهوى ، مهما لئيمًا كانَ ، يَبْقَى أنِــقَا !
كل ما في الكونِ شَرْخٌ منْ هوى ،
لا تبْتَئِسْ ..يا حبيبي انْ غَدَوْنا مُزَقَــا !
انْ يكن رقَّ بنا يومًا ، فلا ندري كذوباً كانَ أم قدْ صَدَقَ !
قلْ هوَ العشقُ ، فماذا منهُ أشْعاراً و ماذا وَرَقاَ !
لغةٌ أسرى بها الشوق ُ ، فصارتْ حَبَقاَ !
أزهرتْ فوقَ الشبابيك التي كانت لنا ،
لم ينتظرها الهجر ، بل غطى عليها الأُفقَ !
أسْرَعَتْ تهتزُ نحوي نَزَقَـــا !
وَ براحيها تصبّبْتُ ، فكنتُ العَرَقَ!
ذّرَفَتْني في قناني العمر حتى صرتُ شوقاً عَتَقـَــا !
في ذهول ٍ ، صاح فيها الوَجدُ يخشى الوَدَقَ !
كمْ هوى قلبي على اغفائها ، مستعرا ، فاحترقَ !
يطْلبُ الماءَ حثيثاً ،
بينَ جفنيها سَقَى ، فالتصقَ !
و َ على عفّتها قام رقيقا ،
ثم من رقتها قد خُلقَ !
يا تُرى كيفَ الأماسي بعدها ، أينَ اللُّقَا
انْ ضج قلبي مَرَقَ !
زقْزقَ الشوقُ ، فهلْ أضناهُ بُعدي ،
أم بما عادتهِ الطرقُ ، اذاً قدْ طرقَ !
لمْ يدعْ فيما أتى شكّاً ،
و لمْ يتركْ يقينا رمقَا !
انما غاب بقلبي ،ثمَّ دلَّى فوق عيني الشَفَقَ !
مُرهَقٌ ، هِمْتُ بلا وصل ٍ ،
متى ادركْتُ عشقي أبِقَ !
يا الهي ان لي قلبا من الوردِ ،
فما يخدعُ مهما خفقَ !
دأبهُ الوصلُُ ،
و حسبي أنّه أعظمُ ممنْ عشقَ !
" لمْ يزَلْ قلبي بما أعطى كريما غدَقَــا ! "