بان الخليل .. إلى صديقي الذي قضى
الى اخي ثروت الذي عايشته زمنا ورافقته دهرا
فلم أر منه الا نفسا وثَّابة تحب الحق
ويدا سخاء طُبِعت على الجود
..لم تطفأ شمعة عطائه حتى انقضت أيامه ..
.. ولم تكل عزمته حتى سكنت عظامه ..
مات بعد سنوات من أسره
مكبلا فى سرير علته ..
قضى وحيدا في غربته ووحشته ...
.. فأشهد أنه كان محبا للحق ناصرا له ..
هزته نخوة ضمُرَت في غيره ..
فهجر الديار وترك الصغار
ذهب إلى أقصى الشرق ليدفع الإلحاد الشيوعى
وتمنى لو حمل روحه على كفه ليكف باس يهود عن أرضه وعرضه ..
فلم تتسع حياته القصيرة إذ حان وقت موته وانصرام أجله
فقضى نحبه وحيدا فريدا نائيا
فما لبثت صاحبته إلا قليلا حتى لحقت به شابة يافعة
فأقفرت الديار .. وتيتم الصغار
فسبحان من خلق الليل يسلخ منه النهار ..
..أحسبه شهيدا.. والله يشهد ..
وكفا بالله شهيدا
***
بان الخليل
|
بان الخليل فبان الأهل والدارُ |
فالطير نازحة والريح إعصارُ |
والنفس في هلعٍ مما أحل بها |
والقلب مضطرب والدمع مدرارُ |
هذي الفجيعة جلت أن يحيط بها |
فيْضٌ من النثر أو لحن وأشعار |
أبكى وأنعى خِليلاّ ًفي شبيبته |
قضى وحيدا ولم ترمقه أبصارُ |
فلا رفـيق له يأسـى لعلته |
ولا لديه غداة الموت أنصـارُ |
كم قد أصر على الرضوان يطلبه |
وكم له في سبيل الله إصرارُ |
قد غرت الناس دنياهم وأقعدهم |
حب الحياة وأولادٌ وقنطارُ |
لم يلهه وطرٌ عن غرس دعوته |
وكم من الناس قد ألهته أوطارُ |
يامن سقتك بماء الجود غادية |
فليس يحظى بوصل منك دينار |
ألزمت نفسك دربا عزّ سالكه |
والناس من لهوها تهوى وتختـار |
قد كنت تعطي عطاء ليس يبطله |
مَنٌّ.. ودأبُك في الإنفاق إكثارُ |
لَكَم ثصدقتَ والأرزاق قد قُدِرَتْ |
وكم وَثَبْتَ وأمرُ الناس إدبارُ |
وكم ثبتَّ يقـينا عند مرجفةٍ |
فما تشك على حق وتمتــارُ |
يا(ثروةً) أُنْفِقُتْ في الله نحسبها |
ذَكَتْ وما حلَّ بالإنفاق إعسـارُ |
إن رمتُ يوماً فعال الخير أذكركم |
فَفِعْلُكَ الخير للأخيار تذكـارُ |
بكت لفقدك دارٌ كنت تَعْمُـرُهَا |
قد حلّها بعدكم جدبٌ وإقفارُ |
سقَى الإلهُ رفاتً منك طاهــرةً |
ولاسقَى الله من في البغي جبارُ |
وارحمه يا من تعم الناس رحمتــه |
ماغرّدت فى سماء الكونِ أطيارُ |
واخلفه يارب بالخيرات فى ولدٍ |
قد مال بنياهم .. لولاك ينهـارُ |
|
|