|
فؤادٌ على ذِكرى هواها تصدّعـا |
وَ هَمٌ على جمرِ الضلـوعِ تجمّعـا |
ووجدٌ أبى أن لا يحـرّقَ مهجتـي |
و أَقسَمَ أن لا تعرفَ العينُ مَهجعـا |
ونفسٌ تتوقُ الدهرَ للغـادةِ التـي |
أفانينُهـا تُغـري الفـؤادَ تطلُّعـا |
وشوقٌ إذا ما قلتُ ماتَ!! ولا أرى |
بقلبي لهُ بيـن اللواعـجِ موضعـا |
توقّدَ حتى لم أجـد فـي جوانحـي |
لمحبوبـةٍ غيـرِ الحبيبـةِ مطمعـا |
وروحٌ إذا ماالبينُ طالَ ..تفتَّتـت |
ففي كلِ يومٍ تجتني منـهُ مصرعـا |
وقلبٌ أبى الحورَ الحسانَ وما ارتضى |
لِعرشِ افتـتاني غيرها أن تربّعـا |
إذا أيبسَت بالبعدِ طلعَ ورودِه |
أطلَّت فأحيَت في حنايـايَ بلْقعـا |
وإن عَمَرَت أطلالَهُ أزهـرَ المـدى |
فيبدو بما ترويـهِ أجنـى وأينعـا |
وإن أرسلَت بالسحرِ نَبلَ جفونِهـا |
تسابقنَ كلٌ يحملُ المـوتَ منقعـا |
فَتهمِي صباباتي رجـاءً وحسـرةً |
وتنبتُ آمـالاً سجـوداً و رُكّعـا |
أمدُّ حبـالَ الأمنيـاتِ لِوصلِها |
وأدخلُ أبواباً من العُجبِ شُرّعـا |
يؤانسُني في الدربِ ضوءُ نهارِها |
فأذرعُـهُ نبضاً وأمشـيهِ مهيعا! |
أُشيِدُ آمـالاً وأبنـي مطامعـاً |
بِطيفٍ من الأحلامِ جـادَ فأقنعـا |
وحسبي يوماً أن توهمـتُ طيفَهـا |
وحسبي أن نبقى ولو في الكرى معا! |
أراها فتخضـلُّ الجوانـحُ بالمُنـى |
وأُقنعُ منها الروحَ مرأى ومسمعـا |
فلا أبتغي إلا هواها ..! وها أنـا |
أصونُ عفافي بالصـدودِ ترفُّعـا!! |
فأسمو..فلا أرضى وصالاً لغيرهـا |
وقد زِدتُ هجراً للحيـاةِ تَمَنُّعـا |
وأُعرضُ حتى كِدتُ أنسى صبابتي |
فلم يُغرِني حسـنٌ ولـن أتَطَلّعـا |
أراها أفانيناً من السحـرِ ، فِتنـةً |
وروضاً من الفردوسِ طابَ وأَفنعا |
وما بخلَت نفسي ببـذلِ سُلافهـا |
هِياماً وما كفكفتُ للعيـنِ مدمعـا |
فأقطرُ شوقاً في ريـاضِ خدودهـا |
و"ما أحسنَ المصطافَ والمتربّعـا" |
وأُبحرُ أستجدي النعيمَ بجيدهـا |
فاُوغلُ لا أرجو من الخُلدِ مرجعـا |
"لقد خِفتُ أن لا يقنعَ القلبُ بعدها |
بشيءٍ من الدنيا وإن كانَ مُقنِعـا" |