أنا محراب صلاةٍ
أنا محراب صلاةٍ يهتدي الطهر بطهري ويصلي
وأنا النبض الذي تلفظه أنفاسكم
و بساتين الضياء الحالمة
من محاريب الندى بل من أعالي المجد
روحي الباسمة
يا لنفسٍ ظالمة
لا ترجي قتل أنفاسي ولكن من لظى أزهار روحي الزائدةْ
حين تلقى الروض مملوءاً فما جدوى بقاء الذابلة
ربما قالتْ أنا جذوة شمس خفتت بعد شروق في دماها الجامدةْ
ركلتني عن رباها
لتميت الأمل الزاهي بأرجائي وتمضي راشدة
ربما ظنت بظن السوء كانت جاحدة
هكذا يمتعض الدرب
ويلقي بمعاني الود من سوسنة النور بأيدٍ باردةْ
خلتُ إني سأوارى بعد إن ألقت بروحي في العرى
همتُ في نفسي وغادرتُ الكرى
أزمة مرتْ كليل جاثم في مساماتي فماذا يا ترى
ـ
غير أن الله يرعى خلقه
فمن الليل الذي أثقلني
تشرق الشمس بروحي
وتزيد الفائدةْ
حاول المخرج ينهي قصتي
فإذا رحلة أنواري بأفقي عائدة
لم يصبني اليأس مما صنعوا
بعد أن تهتُ وأعياني الضنى
وطوى النسيان مأساتي بألوان الهنا
ـــــ
لن تموتَ القيم المثلى وتذوي صفحة الأبطال من روحي
وها قد ذهب الأسر وولى لن يعود
وسمت روحي وجاوزت الحدود
رشقة الهمز الذي حاول أن يغتال تاريخ نضالي
ويقص الوهج الزاهي بلا قصد لينفك وصالي
أخرج الإصرار مني وابتدا فجر المعالي
كنت مأسورا بلا أسر
كأني في قيود الحب مغلول المشاعر
وأنا اليوم طليق وأنا اليوم أسافر ؟
في رحاب الله تهواني البوادي والحواضر
فأنا الحب الذي يعشقكم
وأنا الصدق الذي يرفدكم
وأنا التاريخ والأحرف تشدو طرباً في أفقكم
لن تواريني بإذن الله عبر الدهر بعد اليوم أوهام
ولن يخفي عيون الضوء ساتر
طائر أحيا بأفاق الدنا والحب طائر
وسأحيا في ضمير الثورة الأسمى
وفي دنيا النضال الحر ثائر
وهنا بين دم الألفاظ والكلمات شاعر
هكذا لن تنحني الهامات في سيرورة التاريخ
مادام الهوى في الدرب سائر
لن نواري الحبر والأقلام
لن نطوي الدفاتر
عندما تصحو الضمائر
ترقص الدنيا وترتاح المشاعر