سأُعِـــدُّ قهـــوتي بنفسي
=============
تحت خيوط الدمع المسترسلة على خديها
وقفت تعصر أناتها المبتلة
وتُلَثِّم نهنهاتها
بحجاب ابتسامة منهكة
تخفي بها أكواما من الرهبة
تنتعل البطء على بساط التراخي
تتسمر أمام انهيارات غضبي الجبلية .
مثل النخلة .. تحني هامتها
ريثما تمر عاصفة اللا شعوري .
يتهادى فنجانُ قهوتي بين
يديها النحيفتين ، وقد أكلهما ( المطبخ )
وابتلع شبابَ وجهها .
القهوةُ باردةٌ هذه المرة أيضا ـ يا حبيبتي ـ
لقد بخَّرتْ كثرةُ الولادات ذاكرتَكِ
أين قهوتي المتأججة الملتهبة ؟
وأين وجهها السميك الذي كانت تغوص
به شفتاي ، فترتشف طعم النشاط والانتباه .
أهذه تسمينها قهوة ....؟
قهوة ممزوجة بحليب الأطفال ، والذي اختلط
بكل شئ .. أثَوابِك .. فِراشِك ...
قهوة متعددة النكهات ..بها بعضٌ من ضغط الدم
وتوتر الأعصاب ، وكذلك بعض من الثوم ، والبصل .
قهوة أنْضجها جحيم الخلاف ، ثم ثلجها برود العلاقة ،
فقدمت على طبق من البلادة ...
صفحة الفنجان بحيرة يهزها صراخُكِ
خلف صغارك المبعثرين كذكرياتنا المتناثرة
بين أثاث ، وأركان البيت هنا وهناك .
عفوا ـ يا حبيبتي ـ
لن أشرب هذه القهوة
لن أمدَّ يدَ اللامبالاة ،لأتناول اللاتفكير ،ليهضمة اللاوعي ....
وإنما سأمدُّ يد المسئولية ، لأتناول التعقل ، ليهضمه الصبر .
وسيعود طعم القهوة الأصيل ـ يا حبيبتي ـ
لا عليك ـ حبيبتي ـ
سأعدُّ قهوتي بنفسي
------------------------
تم بحمد الله ، والله من وراء القصد
بقلم / محمد محمود شعبان
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
حمادة