السلامُ عليكم جميعاً ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
اعذروني لاقتحامي هذه الروضةَ البديعة.
((( ... هـكـذا الأحـلام قد سُـلِـبت... )))
لكِ الفَضَـا.. وَلِيَ الزِنْزَانَةُ الخَـرِبَـهْ
جُدرانُها فَوقَ ريحِ الشَكِّ مُضطَـرِبَـهْ
تُصَعِّـدينَ الـزَّوَايَا نَحْــوَ مُعْـتَرَكٍ
غُبَـارُهُ قَـد أَضَلَّ النُّورَ واحتَـجَبَـهْ
مِنْ بَينِ قُضْبَانِ أَحلامي أَرى جِيَـفـاً
وَنَجْمَـةً في سُـدُولِ الليلِ مُغْـتَرِبَـهْ
تُجَرِّدُ الضَّوءَ دَمعاً يَصطَفي سَهَــري
ويَكْسِرُ الصّمْتَ مِنّي كَاشِـفاً حُجُـبَـهْ
لكِ الفَضَا.. فَارْتَعِـي لَحْـناً يُـزَمِّلـُهُ
صَوتٌ مِنَ الحُبِّ صَالَى الشَّوقَ وانتخبَهْ
لكِ الفَضَا.. فَافْعَلي مَا شِـئتِ يَا حُلُـماً
أَدْمَنْتُهُ شَهْقةً في النَّفْــسِ مُـلْتَهِـبَـهْ
لكِ الفَضَا .. فَاقْطِفي النَّجْمَاتِ فَاكِهــةً
قُدْسِيَّةً واشْرَبي مِنْ وَهْجِــهَا نُخَـبَـهْ
وَرَفْـرِفي طَلْـقــةً لِليَـأسِ نَافِـذةً
تُصْغي إلى المَوتِ، إذْ كانتْ لَهُ سَـبَبَـهْ
الحُبُّ يَحْـتَاجُـني، أَوْقَـدتُـهُ بِـدَمي
فَكَيفَ يَفنَى هَـوىً أَوْقَدتُنِي حَطَـبَـهْ؟
يَا نخلةَ القَلبِ: ثَارَ القَيْظُ في سَفَـري
فَهَيِّئي النَّبْضَ عِـذْقاً بَاسِطاً رُطَـبَـهْ
فَذَلكَ الوَعْدُ جَفَّ اليَـومَ في شَفَــتي
وَكَيفَ أَشْربُ وَعْداً ثَقَّـبُـوا قِرَبَـهْ؟
وَلَمْ أَزَلْ فِي لَظَى سِجْــني وَلِيْ أُفُـقُ
مِنَ الرَّجا خَالِصٌ مُسْتَمْطِـرٌ سُحُـبَـهْ
لكِ الفَضَـا.. يَا كَمَــاناً قُوْسُهُ كُسِرَتْ
ونَغْمــةً مِنْ أَثِيرِ الوَعْــدِ مُغْتَصَبَهْ
وزُرْقَـةً فِي مِيَـاهِ البَـحْـرِ وَاهِمةً
إذَا تَدَافَعَ مَوْجُ الشَّــكِّ فِي جَـلَـبَهْ
لكِ الفَضَـا.. هَكَذا الأحلامُ قَد سُلِـبَتْ
فَضَاءَهَا بَغْتَـةً ، يَا قَسوَةَ السَّـلَـبَـهْ!
لكِ الفَضَا.. فَاصْنَعِي مَا شِئْتِ مَا بِيَدي
إذا انتَهى القَلْـبُ في زِنْزَانَةٍ خَـرِبَهْ؟
خالص حبي
هشام الصقري