(محكمة ثورية)
..
.
دَقَّتْ يداهْ على الخَشَبْ
صَمْتاً فإنَّا قدْ بدأنا المحكمةْ
ياقاتلَ الأطفالِ قُلْ لي مالسَّبَبْ؟؟؟
ماذَنبُ حمزةَ أوْ جريمةُ جُلّنارْ؟؟؟
ماذنبُ هاجَرَ؟
أيُّها الدَّمَويُّ ماذَنبُ الصِّغارْ؟؟
....
ويُواصِلُ القاضِي برَشْقِ الأَسْئلةْ
وعيونُ ذاكَ المجرمِ المهزومِ تَسْتَجْدي التُّرابْ
ياليتَهُ كانَ الجَوابْ!!!
....
دقَّتْ يداهُ على الخَشَبْ
في الخَلفِ أًسْمعُ طِفلةً مُتَأَلِّمَهْ
أَبُنَيَّتي... هلا تَقَدَّمْتِ الصُّفوفَ إلى هُنا مُتَكَلِّمَةْ
...
بدَأَتْ خطاباً في الفَصَاحَةِ لَمْ تُجاريهِ الملوكْ
ياسيدي.. عفواً لقدْ قَتَلوكْ!!!
إنْ كُنتَ حَيّاً فامنَحْ الأطفالَ حُكْماً بالقِصاصْ
بالفأسِ بالسِّكينِ تعزيراً... ورَمياً بالرصاصْ
ياسيدي
أنا طفلةُ الأعوامِ.... لا أدري أتكفي سِتَّةٌ كي أشْهَدَ الموتَ العنيفَ لإخوتي
وأرى اغتصاباً ثمّ قتلاً ثم تشريداً لباقي أسرتي
ياسيّدي
في حمصَ ما اسطاعوا مواجهةَ الرُّجولةْ
في حمصَ قدْ وأدوا الطفولةْ
إني لأحفظٌ ألفَ ملحمةٍ تغَنّتْ بالبُطولةْ
....
بدأتْ هتافاتٌ تَثورُ على سُكُونِ المحكمةْ
(( الحُكمُ للشّعبِ الأبي
الحكمُ في الساحاتِ.. في الحاراتِ... في الطُّرُقاتِ.. مابين الطفولة والنساءْ
الحكمُ للشعبِ الأبيّ ))
....
دَقَّتْ يداهُ على الخَشَبْ
صمتاً... فإنَّ الحُكمَ:
ماقالتهُ تلكَ الطفلةُ الخَنْساءْ
ومكانُهُ وزمانُه عندَ الأُباةْ
قدْ أصبُحوا عًنَّا القُضاةْ
...
..
.
((لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الشَّعبْ))
.
.
.
.
(م/ مؤيد حجازي)