وغريبة مثلي تناديني وقد ولى النهار
والأفق دام والندى مجروح والدنيا غبار
رحلت معالمه وأسدل يومنا القاسي الستار
من أي أرض كيف جئت إلى الديار
بعيونها حزن عميق
تاهت بعينيها المنافي
و الطريق
والأفق نار
فتر الضياء بوجهها ذبل التفاؤل بين خديها وغطاه الغبار
*
لا تسأليني
فأنا كأنت
تائه في الريح مستلق على خد القفار
متوجس كالحلم تخدعني الأماني بين هاوية ونار
أنا لا مكان
أنا لا زمان
أنا مثقل كالرمل تصفعني الرياح
متأرجح وممزق بين الأسنة والرماح
وبين أوجاع الجراح
لا تسأليني لست أدري من أنا ماالإسم ما التاريخ تذاكري شاخت تعبت من الوقوف على محطات القطار
فات القطار
وأنا هرمت على مواني الإنتظار
*
ماذا عساي أقول شاخت رحلتي
وتمزقت عند الليالي وجهتي
لا الأرض تقبلني ولا حتى السماء تبارك دعوتي
شاخ الزمان
وصبابتي شابت على مفارق وجهتي
فترجلي
بل واغربي عني وغيبي مثلما شمس النهار
*
هذي المدينة فاجرة
سرقت بقايا حلمي المدفون في ظل الجدار
حتى قلبي المسلوب أدمته الأيادي الفاجرة
حتى طهري المسكوب في كأس الفخار
يا غربة فتكت بأنداء القلوب الطاهرة
فهل علمت الآن أي فتى وجدت؟
روح مكسرة وقلب لا ترى فيها الأماني الزاهرة
أنا لا أزال مسافرا في التيه تبلعني البحار
وتميد بي الأمواج رغما في منافي الذاكره
أتصدقين..!
إني من الأرض التي كانت على الدنيا منار
كنا نصدر حبنا في البدو أو في الحاضرة
فتأملي حالي لعل الحال يرجع بالقرار
غاب الهوى عني وإن باتت عيوني بالمنافي ساهرة