|
قضى عمره بين الأسـنّـة ساهـرا |
يُـقـبّـل أســياف الحـضــارة شـــاعـرا |
يرود رياض الطـيّـبـيـن مـؤيّـداً |
بـعـطر الـتـلاقـي لامـع الوصف آسِـرا |
فما راعـه بـيـنٌ ولا لـهو حاسدٍ |
ولكـن تـمادى بـالغرام مُـجــاهــرا |
لعلّ مـن استـقـصى هواه ملجلجا |
يـثـوب إلى رشــد الـكـبار مـبـادرا |
لعلّ طِلاب البعض تـفـقـه رسمه |
وبـيـدرَ عِـرفانٍ أقــرّ نواظـــرا |
تجول حيال الياسمين أكـفّـهـا |
تـلـوّح لللآتــين ، تـقـري المـحـاجرا |
قضى عمره يشري الأراك نسيبُه |
يعانق ألـحـاظ الحـجــاز مُـسـامـرا |
وإن كان في جـوّ الوداد مغامرا |
وإن ظـلّ يستـوفي الدمــوع مسافرا |
رعى اللهُ معموداً تـفانى ربيعُـه |
ومـا زال يـستـقصي الظباء مُـحـاذرا ! |
لـه نـَـبرةٌ منها استـشفّ مصيره |
وكـم أسرت غُـنـجُ اللـحـون مصــائرا |
أظـلّ بـناتَ الشعر لطفُ بنانه |
ويـمّـم أمّــات القريض مـفاخــرا |
هـو الماجـد الميمون ، أنطق قلبَـه |
من الفكر غيثٌ يلثم الدرّ ســاحرا |
قضى عمره يزجي المناجاة مخبتاً |
لـذا طـلق الدنيا يروم خواطرا |
لتـزهـرّ في المـأوى عرائس أنسه |
بــهـنّ يُـباهي في الخــلود شــواعرا ! |
يـلـذّ لــه كــأسٌ من الحوض رائـقٌ |
وهــل بـعـد هــذا ترتجي الـزُّهـرُ زاهرا ؟ |
وهل بعد نيل الأمنيات مثوبة |
ســوى أن يفي وعــد الأســرّة شاكرا |
عطاءً حساباً لا يُـــمل نعيمه |
ويستـقبل الخــلان يبري المنابرا |
هنالك يشدو الصبّ مسك ختامه |
لكلّ محبٍّ نـسّـق الـذوق صــابرا |
لأن فؤادي والحبيب مداده |
قضى عمره بين الأســنّـةِ شاعرا ! |
فهذي رياض الصالحين طروبة |
وهــذا رياضٌ يبذل الحسنَ ساهرا |