مرت سنوات على زواجهما سعيدين ، هادئين ، وزاد الأطفال من سعادتهما بشغبهم ولعبهم ، يذهب إلى العمل صباحا ويعود وقت الغذاء متلهفا لرؤية زوجته ، ورؤية الأطفال
وهي لا تذخر جهدا لإسعاده وتوفير الراحة له ، حتى أن جاراتها يغبطنها على هذا الزوج وعلى هذه السعادة .في عطلة نهاية الأسبوع تذهب الأسرة في نزهة بسيارته التي يعتني بها جيدا . مرة كان في طريقه إلى العمل كعادته ، بعد بضع كيلومترات من السير ، كانت تقف سيدة على جانب الطريق ، أشارت إليه بيدها ، ركن سيارته على جانب الطريق ، طلبت منه إيصالها إلى مكان معين ، لم يمانع ، ركبت بجانبه ، نظر إليها ، امرأة في عقدها الثالت ذات جمال أخاذ ، شعرها المسدل على كتفيها زادها روعة ، عطرها ملأ فضاء السيارة ، وبدون مقدمات أخذت تحكي عن نفسها ، فهي مطلقة حديثا ، وتعمل في شركة لبيع السيارات .عند وصولها أشارت عليه بالتوقف ، سعاد هذا اسمي فقبلته عند السلام لتوديعه ، وهو ما لم يكن يتوقعه ، فاضطرب ، واحمرت وجنتاه ، فبقي بضعة دقائق لا يعرف ما ذا أ صابه ، نظر إلى ساعته فاستجمع قواه وتابع السير ، وصل دون أن يعرف كيف كانت سياقته للسيارة ، ولا كيف قطع الطريق ، فتأثير هذه المراة ما زال يسطر عليه . وفي الغد وهو ذاهب إلى العمل لم يصدق عينيه ،
رآها في نفس المكان ، فأشارت بيدها فاقلها من جديد ، ويوما عن يوم توطدت العلاقة بينهما ، بدأ سعيد يتأخر عن موعد العودة إلى المنزل ودائما كان يتعلل بالعمل ، وزوجته لاحظت تغيره دون أن تسأله . بدأ سعيد يهتم كثيرا بهندامه وحلاقته حتى يظهر بمظهر يناسب عشيقته ، توالت اللقات والسهرات ، والزوجة تكتم حزنها وألمها لاتعرف ما ذا أصابه ، ذات مرة وهو جالس في مقهى ينتظر صديقا له في العمل ، إذ رآها مع رجل آخر في ركن من المقهى دون أن تلحظه ،فأراد أن يجهز عليها لخيانتها
ونسي المسكين خيانته ، فتذكر أنها ليست زوجته ، وفي الغد عندما سألها عن الرجل ، قالت إنه زوجي عاد مؤخرا من السفر.