ذكرى المراهقةِ من حرير
من نسجِ أوهامِ الصِبَا
والصبَا عمرٌ جميل
كخميلةٍِ فوقَ الرُّبى
كنسمةِ الصَّيفِ العليلة
كزهورِ نيسان البليلة
بتلاتُها جداً رقيقة
في شبرِ ماءٍِ غريقة
مع أنَّها دوماً تروم
قِمَم الجبالِ الشهيقة
وتحبُّ دوماً أن تعوم
في حضنِ المياه العميقة
/
/
وهكذا المراهق... حساسٌ جداً، وقليلُ الخبرةِ والمعرفة، يبني قصورَه الفخيمةَ، وأبراجَه العاليَة ، كما تبني الغيومُ أشكالَها ،وهكذا... تبدِّدُها رياحُ الواقع.
وهو دائمُ البحثِ عن نفسِه وهويتِه .
المراهقُ مخلوقٌ نزقٌ ،متحمِّسٌ، ومتمرِّد
وأوَّل ما يتمرَّدُ ..فعلى أمِّه وأبيه ومجتمعِه والنَّاس...
يحسُّ أحياناً أنَّه قادرٌ على تغيرِ وجه العالم
ومهما حاولَ الأهلُ فهمه، أو الولوج إلى قصوره الممسودَة,,, لا يستطيعون أبداً
لا يستطيعون!!
لذلك يلجأ الأهلُ إلى شنِّ الحروب الشَّرسة,, وهذا خطأٌ فادح ممكن أن يدمِّر المراهق ويصيبه باليأسِ والقنوط ،فيضطَّر أن يلجأ إلى اللآخرين
والله فقط... يعلمُ من هم هؤلاء.. وما هو هدفهم.
أو
ينطَوي ويتقوقع
أو
يلجأ لما هو أدهى وأمرّ وأعظم...
المخدرات
المسكرات
القمار
وهذه مصائبٌ، من الصَّعبِ الرجوع منها ،وربَّما من المستحيل!!
لذلك ما على الأهالي، إلا ربط مراهقيهم بخيوطٍ دقيقةٍ شفافة لا يراها بالعين.
وتظلُّ أطرافَ هذة الخيوط ،بأيدي الأهل، يرخونها ويسحبونها... حسب الطلب .
وما هذه الخيوط... إلا الصداقة، والتَّفهم، والمتابعة .
كن صديقه.,,,
حاوره وناوره وأعطه من وقتك الكثير .
سامحه على هفواته الصغيرة بصدرٍ رحب، وتذكَّر أيام كنت مثله مراهق!
لا تسجنه في عالم أفكارك، ووديانِ حاضرِك، لأنَّك ابن الماضي... وهو ابن المستقبل ،والزَّمن قد تغيَّر!
لا تكسِر كلامَه بحقِ الأبوَّة،أو الأمومة,,, بل اسمح له أن يكسرَ كلمتُك إذا لم تكن الكلمة خطاً أحمر !
تراجع أمامَه إذا أحسست أنَّه على صواب، بسهولة,,, واعتذر إذا أخطأت ، فقد كنت مَثَلَهُ الأعلى منذُ ولادته
وعندما يحسُّ أنَّه قد تفوَّق على مَثَلَهُ الأعلى، سوف يحسُّ بسعادةٍ عظمى، وبقيمةٍ كبرى لنفسه،ويكسبُ ثقة... وهذا ما يحتاجه!!!
دعه يخوضُ تجاربَ حياته بنفسه... ويتحمل مسؤوليتَها كاملة إذا لم يكن هناك خطرٌ محدق.
إحترمه... وعلِّمه أن يحترم نفسَه ودينَه والقيمَ والمبادئ,, وأشعِرْه أنه يعلِّمك أحياناً!!! ولا تجبره أن يعملَ أيّ شيءٍ لا يريده .
أن تكون معه في خط متوازيٍ، تنظرُ اليه, وتتابعه, وتمنحه الحنان, والرِّعاية، يسلمُ إن شاء الله.
ويصبح أحسن منك.
ماسة