أنا الآنَ بقربكَ أنظرُ لحظاتِ عمرِكَ التعبى ، أرمقُ ما تبقىّ من سوانح
الذكــرى السامقات ، أو ما خـبّـأتـه زوايا النسيانِ على دروبِ الجُلّنار ،
أتـأبّـط الــ ( ليفكس !) تـنبعثُ منه كركراتُ ألوانِ الصورِ المزركشـــة
وشيـئـا من وعود معاهـد الحبِّ ولهـوِ الصِّـبا ......
كان الزمانُ ... وكنّـا محض قـهـقـهـةٍ ... فمُ الحياة يناغيها فـتضطربُ
ألمحُ وأنا قربك إذ نسافر في جـوّ سكون العشق براءةَ من جاورونا حاملين
قراطيس المستقبل والماضي .. يلعبون ، يصيحون ، يصفقون ، ثمّ يرحلون عازفين
للزمن لحن الطفولة موشحين بالقلائد والحقائب السكرى واللعب الصامتة :
جوار ( قطر الندى ) سحّت مشاعرنا ... في معهد الحب بل أحلى مياديني
متى تحدّث عن عمري أخو حكــمٍ ... ما كان عن غيرها يحكــي ليرضيني
وأنت قربي تعد الخطوات والكلمات وثواني الزمن الذي ضاع ولا من متاع !
قبيل نهاية أول معنى من جهة اليمين حيث مقهى الوداع ! تعدّ الأنفاس على
عجل عسى تسعفك المعاني أو مضمونُ بَـوحٍ بقيتَ دهرا تـقـشّب أحرفه
وتنثرها - كالزُهر – في سماء كهف الوالهين .. بغداد عمري ومسرى أحداق
الطيبين .....
أنا الآن روحي قربك تتلمّس هالتك ونجوى السالفات الخاليات الغابرات ...
وأما أنت .... !!!
أجل ، فقدتُ التي خطّت لك ذات فجر شيـئـا من دعابات الحنين ...
أجل ، فقدتُ التي كنتَ تضرب بها خدك كيما تذوق عطف الياسمين ...
أجل ، فقدتُ التي أهدتك أبهى سلام وأسمى مقام وأرق ختام ...
أبقى بقربك أترقب ...
فارحل فليس ينسى الفؤاد شــآبيب الوداد وإن طالت أيادي البعاد ...
وقـبّـلي الثغر يـــا أيّــام وانــتــبــهي ... فإنني واصلٌ مَن رام تحنانا
فـلـلـفـراديــس هـمـسٌ ظــلّ يرقـبـني ... هناك - قلباه - كم ليلى ستلقانا ؟؟
************************************************** ************