قصة قصيرة جدا
( ألم تفهم الدرس بعد ؟ )
لـ ( محمد محمود محمد شعبان )
صرخَ في وجهه : ـ لا تحدق بي هكذا أيها الغبي .. عيناك المتسعتان اللامعتان تخيفاني
اذهب بوجهك العابس الكلح .. غادر .. غادر الغرفة الآن .. اختبر رجولتك الصدئة ..
حتى متى تظل هاربا من لا ذنب .
اخرج .. اخرج .. واكسر سياج الظلمة التي تغرق فيها منذ شهر .. منذ ان قلبت لك ظهر المجن ..
اخرج .. واجهها أو تجاهلها .. وبِّخها ، أو سامحها ، ولكن لا تنس أبدا أنها السبب الأصيل في وجودك هنا
بين هذا الأثاث القديم ، تعتصر أفكارك تلك الغرفة الضيقة .. الفرق بينك وبين أي قطعة أثاث هنا أن لك قدمين
تحملانك على السير داخلها ، ولكنك كعصفور حبيس قفص .
اخفض صوتك أيها الوهم المتكبر .. لا تحسب أنك بحنجرة غبائك المستطير ستسكتني عنك ، وتمنعني من مواجة عزة إثمك الصلدة .. لا لا لا .. لن أسكت .. لا تقل لي اسكت لن أسكت بعد الآن لكم سكت فهل نفعك سكوتك ؟! .. خذ .. خذ .. خذ هذه الصفعات مني على خد عنادك القبيح ، وخذ هذه أيضا فوق رأسك أوهامك المتصعر .
* صوت الصراخ ، والصفعات بدأ يملأ صداه جنبات المكان كله .. اسْتُدْعي على أثرها الطبيب ، ومعه مساعداه القويان .. ألبساه القميص الأبيض ذا القيود القويه .. قيداه بإحكام ، وهو ينازعهم ، ويدافعهم ، ويبصق في وجوههم ، ويصرخ بأعلى صوته :ـ دعوه .. دعوه أيها الأغبياء .. هو لم يفهم الدرس بعد .
------------------------------
انتهت بحمد الله ، والله من وراء القصد
بقلم / محمد محمود محمد شعبان
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية
تحيتي
حمادة الشاعر
مشرف عامية