اتصال
ما بينَ هرَجٍ ومرَجٍ وأصواتُ إطلاقِ الرَّصاصِ والقذائفِ تستبيحُ هدأةَ الليلِ المُفترضةَ، طلبَ الهاتفَ الجوَّالَ وأشارَ بيده للجميعِ بالسُّكوتِ وهو يختارُ رقمَها :
هو : السَّلامُ عليكِ يا أمَّاه
هي : وعليكَ السَّلامُ يا ولدِي ورحمةُ اللهِ .. أينَ أنتَ وكيفَ حالُك ؟
هو (بصوتٍ مرتجفٍ) : أوصيكِ بالليلةِ خيرًا فهيَ ليلةُ القدرِ بإذنِ الله .
هي (بعد صمتِ ذهولٍ) : وما أدراكَ يا ولدِي ؟
هو : ألمْ تَدْعي لي يومًا بأنْ ألْقى اللهَ فيها؟
هي :(وقد توتَّرتْ وارتفعَ جِدارُ صدْرِها نبْضًا وانفجَرَتْ ينابيعُ عَينيْها بالدُّموعِ حتَّى طافَتْ ضِفافُ خَدَّيها) : ما بكَ يا حَبيبَ أمِّك ؟
هو : أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهَ وأشششهدُ أنَّ محمَّدًا رسووولُ الله .