العين وصفاء النفس
********
خزائن قلوبناـ اخوتي الأعزاء تضج بمافيها من مشاعر تعصف هنا وهناك،وكل ما يعتمل فيها من أحاديث تستنزف الصبروصفاء الذهن وأين لنا بهذا الأخيرونحن في تقليبنا لمزيج الأفكار كمن يجلس وراء شاشة التلفاز مستهلكاً
الوقت في التنقل من قناة لأخرى دون توقف مجدي
ولا تلبث ثواني العمر إلا أن تصرخ
يا الهي كم هي متسارعة هذه الحياة، و مزحومة بالتفاصيل والتي تشغلنا حتى
عن بناء قنا عات واضحة، وتشغلنا عن التفكير في هدفٍ مجدي وأحسب بأن معظمنا يبعد بقلبه وبعقله بهواجسه وشجونه بأحلامه وآماله ويغلق عليها قلبه، ويندب حظه أحيانا، ويحاول أن يصنع فرحاً لا يضاهى برصيد أحلام
لا تحصى ولا تعد، ويبقى لا نصيب للآخرين من عمره إلا إطلاله على جبال التعب
والتشتت المرسومة من الأحداق المتعبة،
ولهذا يجرني حديثي لأسأل السؤال التالي:-
هل جربت قراءة العيون ؟؟
إن لم تكن فعلت فافعل، وتأمل بعين الباحث عن الحقيقة، نعم ابحث عن بداية لحياة هانئة بمعنى الكلمة، وستكتشف بنفسك بأنك لن تجد صفاءً إلا في عيون الأطفال، وفي عيون من تعلقت قلوبهم بالله فرتبوا الوقت ورتبوا
القلب على فكرة إن كل شئ لا نصيب لله فيه فهو لا شئ ،ومن يصرف الوقت والعمر في لاشئ فقد اتعب قلبه بدون طائل ويصل بك التأمل و الرأي بأن للأطفال غفلتهم وبراءتهم تلك التي تكون مرهونة بمرحلتهم العمرية فلا فضل لهم في تلك الراحة، أما من تعلقت قلوبهم بالله ففضلهم على أنفسهم بعد فضل الله عليهم عظيم
يبقى الهدف المرجو تاليا وهو كيف نصنع ذلك القلب أوبالا حرى كيف نبدأ في ترتيب قلوبنا ليطل صفاؤها من حد قات عيوننا ويأتي السؤال
ماذا ستفعل إن كنت
مريضا تعاظم يأسه وأرداه؟؟
أومحباً أتعبه الحب وأشقاه؟!
أو معدماً من ماديات الحياة واقض مضجعه همه وأضناه؟!
أو مهزوما في بحثك عن قيم سامية تأمل أن تسود عالمك فلا ترى لها أهلا ممن تعيش بينهم أو تطالعهم على البعد يجبر قلبك المكسور من حالك وحالهم؟ ، أو أنك طالب علم لا يعي غير التعب الذي بلغ منه أقصاه ولا شئ يرضي نفسه ولا أستاذه عنه ،ويعد أن ما يتعلمه شئ لا يغذيه ولا يشعر بأنه يستحق إرهاق الفكر فيه؟
او إن كنت مسيئاً أتعبه عتاب النفس وأبكاه ؟
كل هذا وأكثر مما يقض مضجع الراحة والصفاء ويجبرها على الرحيل
ماذا ستفعل للهروب ممن يستطيع قراءة النفوس من خلال
النظر إلى عينيك؟؟أحسب أن لاحل أمامك سوى أن تأخذ بأسباب العودة إلى الله والبحث عن ما يجلب محبته والأخذ به
فهو القادر وحده على أن يغسل القلب ويصفيه من أدرانه والقادر على أن يهبك عيونا ناضرة ونفساً راضية مطمئنه
وقلباً صافياً من جديد كقلب الطفل في نقائه وحضوره.
دمتم بكل الخير