وحيد أنا في ليلتي .. أعاتب خيوط الوهم في مرآتي .. ظلمة حالكة.. سوداء ككحل غجرية.. وميض يجيء ويذهب .. أحاول النهوض .. ومقعدي المرتجف متشبث بيّ.. ويد تمتد نحوي .. من نافذة في حائط غرفتي .. ماعهدتها من قبل .. همسات مرعبة.. وأصوات كأزيز الخشب.. أضع يدي على رأسي ..لأحفظ توازن عقلي.. وربما خوفاً من أن يهرب مني .. على ورقة بيضاء .. رسمت مصباحاً .. فركته ألف مرة .. لم يضئ.. ولم يخرج لي العفريت .. أسمع الهمس ضحكات تعلو..وتعلو .. ونبضي يزداد أكثر..فأكثر.. وقع خطىً.. طرطقة أصابع.. لغةً لم أفهمها .. كثيرون من يتحدثون في زوايا غرفتي .. قدماي .. يداي .. كلي يرتجف.. جمعت نفسي.. قسّمت أنفاسي ..شهيق وزفير..بانتظام .. حاولت النهوض مرةً أخرى .. ما استطعت .. أغمضت عينيّ .. منتظراً أمراً ما.. بلا تردد .. حملتني قدماي خارج غرفتي .. الشوارع مضاءه .. أصوات المركبات تملأ الحي .. قشعريرة تسري في جسدي .. أحدهم رآني في حالة ذهول .. تلمس جبيني .. وجدني غارقاً في حالة حمى....!!