وقفت في المحطة تنتظر وتنتظر . حافلات جاثمة ، بنظراتها الثاقبة تتابع من يصعد ومن ينزل ، دخان المحركات يشوش على الرؤية ، هدير يشتت السمع .. حافلات بائسة تتوقف على التو، تحدق في نوافذ حافلة منهوكة العجلات ، توزع نظراتها بـين الباب الخلفي والأمامي ، لكنها أسندت اليأس بالإحباط ..
صعدت الحافلة بنظراتها الذاوية تنهش الكراسي . فارغة ، لا أحد .. نزلت .. عن بعد استنشقت رائحة احتراق اللحظة ، لوت رأسها على صدرها .. لملمت غرور شفتيها ، مشت وهي تنفض عن ذاكرتها شبح الانتظار ..
عين طائشة كانت تلاحقها ، وقف بجانبها ، تأملها ، عمق قراءته لجسدها ، فار دمه ، تجرأ وقال : هل أنت مستعدة ..؟
مر خيط حزين على جبهتها ، سرى دم دافئ في كل بقاع جسدها ، قالت : عن أي استعداد تتكلم .. ؟
قال : اكتبي نهاية القصة ، وأنا أكتب فصلا جديداً منها ..