الريح تقارع ناصيتي , تضرب جلدي المسلوخ من زمان ودهور.
ساحتي حقل لوز وتلة ناهدة, وجنودي بقايا ذكرى وأشلاء صور.
البرد شديد !
الحنين قهر و امتهان,
أين العنفوان ؟
شدّ ساعدي , آزرني في سكرات الغصة والحرمان.
أطرافي تجمدت من ثلوج الفرقة , و أمطار السهر.
نبذتني حانات الفرح , وطلقتني جوقة السعادة , واوركسترا الحبور.
والبرد شديد !
أشتهي قنديل الحقيقة شبقاً ,وأطرز أمنياتي بخيوط العجز.
أتسلق جدران الرغبات , وأتلصص الضحكات.
قلبي عشق الألم كما تدمن يد الخياط من إبره كل وخز.
يومي فركته الرصانة , فغدا مارداً يشرب المرارة , ويبتلع الصخور.
وبردي شديد ...
ما أجمل النار حين تطبع الدفء على خدود التنور !
وتزرع النكهة في أخاديد القدور.
سلوت الحكايا والمرايا ,و أشعة الشمس التي بددت ظلمة المخادع ,وطردت صكصة النواجذ .
تلك الشمس التي أنطقت حتى الجمال بين ساحات القبور.
أنا لا أطيق البرد , لا أطيق الصد .
أنا إن رغبت في حياة ثانية , فلن أختار إلا أن أكون في سرب النسور.
فارسة الحلم الوردي : -غطيني بدثار الود ,فمن شدة البرد -أصبحت أهذي ,والحمى أكلت ما تبقى من زادي .
نهشت لحمي , و فرّت كلمات موزونة ,خبئتها عمراً , ......
بين الجوانح و السطور.