وقفت أمام المرآة تحدق فى ملامح وجهها، ثم تنتقل إلى تفاصيل جسدها، الذى كسته بفستانها الأبيض المخملى الذى مر بمنحنيات جسدها الفقير إلى الأسفل، يقبل الأرض على هذا الهبوط السريع من علٍ.عكست المراة جدران حجرتها المزينة بلوحات صنعتها لنفسها مكتوب عليها (كل عام وأنت بخير ياروحى..سنة حلوة ياجميلة..و) صورة صخمة تتوسط المنضدة،بجانبها زجاجة عطر وشمعة تهدر الدمع مدرارا حولها بالونات وأشرطة ملونة وأوراق قديمة وكل أشياؤها السجينة التى تعتز بها تشاركها صمت الوحدة فى مسكنها. عندما دقت الثانية عشر بعد منتصف الليل، أطفأت المصابيح، وتناولت زجاجة عطرها الفارغة وضمتها إلى صدرها بحنان وقبلتها دامعة، وهمست لها وهى تتحسسها بأطراف أناملها المرتعشة: كل عام وأنت معى يازجاجة عطرى الغالية. وضعتها بعناية على الوسادة الخالية قربها، وتمتمت: بماذا كان يفكر حين أهداك لى.ثم شهقت مودعة العام والذى مضى.