رداء الكرامة
(ق.ق.ج)
إمتزجتْ قسماتُ وجهه البربري بابتسامة صفراء مصطنة ، وعتبٍ بصيغة التوبيخ ، قلما تبارح لسانه ؛ يلقنها له قرناء السوء من حاشيته..
- لماذا أنت متأخر فالساعة تجاوزت الثامنة بربع ساعة ؟
- إنما تأخرتُ بسبب المطر ..
- هذه اخر مرةٍ أسمحُ لك ، وإنْ كررتها ؛ ستعود من حيث أتيت ..
أحكمَ قبضتهُ يشدُها على قلبه يُحكمُ إغلاقَ منافذ الغضب الذي بدء يتقافز أمامه محاولا التسللَ إلى سكينته ، واغتصاب ابتسامته ، التي يخشى فقدها جراء تصرفات مديره التي أساءت إليه مراراً ..
ولكنه قبل أن ينصرف من أمامه ، سحبَ ورقة بيضاء من كومة مكدسةٍ على سطح مكتبه المغبر ..!
كتبَ فيها سطرانِ وذيلها بتوقيعه..
سلمَها إليه وابتسم منشرحا..
ارتدى كرامتهُ وخرجَ دونَ أن يودعهم..
محمد مشعل الكَريشي / 11-1-2013