رؤية سياسية
========
دعونا ـ في هذه الرؤية والمشاهدة الافتراضية ـ نُخرج جماعة الإخوان المسلمين من المعادلة ، وكذلك دعونا ننظر إلى مقعد الرئيس شاغرا من أي أحد .
أتساءل الآااااااااان ... مَن على الساحة الفارغة يصلح للقيادة ؟؟!
أستأذنكم في الإجابة ..
هناك الآن ـ وبعد أن أخرجنا الإخوان من المعادلة ـ جبهتان
1) الجبهة الأولى : الجبهة العلمانية اللبرالية ، وطبعا تحت قيادتهم الإخوة المسيحيين ـ على حد علمي ـ .
2)الجبهة الثانية : الجبهة الإسلامية المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية .
وكلا الطرفين على طرفي نقيض ـ كما هو معلوم لدى الجميع ـ ، والتوفيق بينهما من رابع المستحيلات ، وكل منهما متأكد من أحقيته للقيادة ، فلو استلمت الأولى مقاليد الحكم لن تقبل الثانية بسهولة ، ولعلها لن تقبل أبدا وسيكون لعدم قبولها مظاهره المتعددة المعلومة تاريخيا ... ؟! ولو استلمت الثانية ...كذلك ... وستستجير الأولى بالغرب وقد رأينا ذلك جليا منذ الوهلة الأولى وحتى الآن .. ألستم معي ؟؟ ، وعندها أحسب أن الصدام سيكون محتوما وبأشكال مختلفة وخطيرة جدا .
أما الإخوان المسلمون ـ وقتها ـ فلا أعتقد أنهم سيكونون قد خسروا شيئا كبيرا ـ على ما أعتقد ـ ، بل ما أعتقده أن الجماعة ـ حتى الآن ـ حققت مكاسب سياسية لم تحققها على مدار العقود الماضية ، وستتابع تقدمها السياسي ومشاركتها المتزنة المعتادة وأسلوبها المنهجي القويم وهذا معلوم عنها ولا ينكره منصف أبدا ، وعندها قد يُلجأ لهم لمحاولة التوسط بين النقيضين لما عرف لديها من وسطية واعتدال وانضباط وحكمة وحضور شعبي كبير وواسع ، بل هذا مؤكد لدي .
لذلك ولأكثر من ذلك أرى وكمواطن مصري ليس منتسبا لأي حزب سياسي ولا مصلحة لي عند هذا أو ذاك أن أنسب فصيل قادر على تحمل أمانة المرحلة هم (((( الإخوان المسلون )))) ، فهم أشبه ما يكونون بالصخرة التي تتحطم عليها كل الصدمات التي قد تحدث بين أي فصيل وآخر ، ولديها القدرة على تليبة مطالب كلا الطرفين بحيادية تامة ، فكما رأينا في الأيام القليلة الماضية قوة الوجود والحشد للتيار الإسلامي والمطالب بتطبيق الشريعة ، ولاحظنا مدى قوته ، وعرفنا أن لديه مطالب كثيرة مشروعة ومن حقه أن تلبى له كما أن للطرف الآخر من اللبراليين والعلمانيين مطالبه المشروعة أيضا ، وأزعم أن إحدى الجبهتين السابق ذكرهما لو استلمت مقاليد الحكم لن تلبي للآخر شيئا من مآربه .
ما طرحته هنا ( سيناريو ) متواضع لما قد يحدث إذا ابتعد الإخوان عن المشهد ، وقراءة سريعة ـ ولا يعلم الغيب إلا الله ـ .
وأنتظر رأي حضراتكم
تحيتي
==============================
محمد محمود محمد شعبان
حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر
مصر ـ الزقازيق ـ محافظة الشرقية