تدرين ..
أه لو تدرين
كم ضاق بي الفراغ برحبه حين خلا من طيفك
كم بين ضلوعي توقدت جمرات الحنين إليك كل صباح
أنظر -مطرقا -إلى مقعدك الشاغر
أوحش المكان ..
لم يكن ثمة روح فيه إلاك ..
ترحلت عنك رأفة بك
ولا رأفة بي
جعلتني هذه العبارات أمام احساس قوي و مشاعر جياشة و تضحية قلّ ما نجدها،حسرة و رجاء و تصوير جميل للاحساس بالفقد.
مللت من جلدي الخشن
أن تبتل به أناملك الرقيقة كل صباح
مللت من روحي المندلقة
حين تعرقل سعيك لتجمعيها كل يوم
مللت حشرجات أنفاسي
تستقر دويا في حناياك .. تنال من لحمك ودمك
مللت دموعا أسفحها من عيني الذابلة
لتسيل كل يوم على خدك الصامت
مللت من نفسي .. تذوي بين يديك
حرقة في النفس و بوح بالوجع، جزء منه يعتصر فؤادك و جزء آخر يفتك بها ..و ان كانت مسببات الألم مبهمة فإن الوجع جاوز حدود الصبر.
عصيتك ..
وأدرت ظهري
مضيت لا ألوي
و كان القرار ..
ذكرتني بمقطع من قصيدة جبران:
البعض نحبّهم
لكن لا نقترب منهم........ فهم في البعد أحلى
وهم في البعد أرقى.... وهم في البعد أغلى
آه لو تعلمين ...
كم أضنى التفلتُ إليك عنقي
كم قفز قلبي من صدري نحوك وأبى أن يرافقي
كم ذابت نفسي وهي تنأى عن مقامك شيئا فشيئا
كم أَرغَمتُ قدمي على البعد
لتمضي متكفأةً عاثرةً نحو التلاشي
أعتصر - والله - الآن عليكِ عيني
وحيدا هنا.. أحتسي كل مدامعي
منذ اليوم لا حاجة لي في الدموع
فليس ثَمّ هناااك من أذرف لها الدمع بعدك ..
كوني آمنة مطمئنة
و هنا أيضا قفز في بالي مقطع آخر من قصيدة جبران:
والبعض نحبّهم
لكننا لا نجد صدى لهذا الحب في
قلوبهــم
فننهار وننكسر
ونتخبّط في حكايات فاشلة
فلا نكرههم
ولا ننساهم
ولا نحب سواهم
ونعود نبكيهم بعد كلّ محاولة فاشلة..
معزوفة شجية راقية حسّا و لغة،سكبت فيها سلاف مشاعرك، فكانت رغم الشجن عذبة تلج الوجدان..
نص رائع جدا ،تقبل تحيتي و اعذرني للتوغل فيه..