عطر الشاي
(ق.ق.ج)
رغيفان من الخبز وثلاثُ قطعٍ من الجبن، وكوبان ، وأبريق شاي ساخن على مائدة إفطارها ، تداعبها خيوط الشمس في أول الصباح حين أماطت اللثام عن وجه النافذة لتطل بمن حولها على مطبخها الصغير ، سكبت الشاي في كوبين..!
وضعتْ أمام كرسيه واحداً ، ورغيفاً عليه قطعتان من الجبن ..!
جلستْ على كرسيها تنظر الى مكانه وبيدها كسرة خبز صغيرة تقضم طرفها ، يبتلُ ماتبقى منها بدمعة حارقة ، تلعثمت في فمها ؛ فطعمها والدمع مالحان ، ومرارة الشاي ؛ نسيت ان تضع فيه حبات السكر...
نظرتْ في ساعتها تتأهب للخروج ، أطلتْ بوجه مرآتها الصغيرة نظرة خاطفة تتفقد بقية الحزن في عينيها ، حملتْ حقيبتها وماتبقى لها من أمل شدتْ به رحلها ،وساقتْ به خطواتها نحو شارع المدينة يوصلها حيثُ تزهر من تحت أناملها الأنامل..
هبَ النسيم يُداعب أذيالها ليعبق الطريق بعطر عباءتها وفيها عطر تبقى من شفاه لثمت كوب الشاي الذي لم يشرب بعد..
محمد مشعل الكَريشي / 13-1-2013