النظرية الأفلاطونية في الشعراء وأصحاب العبقرية
يرى أفلاطون (أن الشاعر كائن اثيري مقدس .... لايمكن أن يبتكر قبل أن يتلقى الوحي والإلهام، فيفقد صوابه و عقله، و أما أذا احتفظ بعقله فلن يستطيع نظم الشعر). " د. أحمد عكاشة آفاق في الإبداع الفني رؤية نفسية ص37-38.
لازال هناك من يرى في المبدعين والشعراء رأي أفلاطون الذي عفى عليه الزمن و أثبت الدكتور مصطفى سويف في كتابه " الأسس النفسية للإبداع الفني و في الشعر خاصة بطلان هذه المقولة. و كتبت و نشرت على عدة مجموعات على الفيس بعنوان "في الشعر" ما يؤكد ما توصل إليه الدكتور مصطفى سويف ومن بعده الدكتور أحمد عكاشة.
فالشعراء و المبدعين والعباقرة ليسوا مجانين، بل على درجة عالية من الوعي والعلم و إلا لما توصلوا لما هم عليه من قدرات إبداعية و الأمثلة كثيرة فمن زهير بن أبي سلمى إلى عمرو بن هند إلى المتنبي و في شعر كل منهم الفخر أوالحكمة أو كليهما معاً.
استغرب حين يستخدم شاعر كلمة مثل الجنون ليصف به نتاج أطفال مبدعين أو أن يصفهم بالذئاب، رغم أنه من يقوم على إدراة أمسية لهم فهل كان الإنفعال لقدرات الصغار الإبداعية سبباً في خروج الشاعر المميز عن المنطق ؟؟ و هل هذه الكلمات التي تفضل بها الأستاذ الكبير من الأعمال المقبولة ؟؟؟
علينا دائما اختيار الكلمات المناسبة عندما نكون بين الأطفال فكلماتنا إما أن تكون حافزةً لهم مطورة لقدراتهم ، داعمةً لتوجهاتهم ، أو أن تكون محطمة لقدراتهم باعثةً على تضليلهم و إبعادهم عن الإبداع والتميز في حياتهم.
باسم سعيد خورما