خرجت والصلوات على شفاهي ، وعناقيد الدموع تتهدل على مهل . ارتعشت أنفاسي بين حقول أحلامي . أسأل المارة ، وعلى لهفة السؤال ، يبتسمون ، يستغربون ، ينحنحون .. فجأة ، أشاروا إلى مكان غامض المعالم . تهامسوا ، تمتموا ، قالوا بلسان واحد : ألم يعطك الله موطناً ..؟
تركتهم يزرعون أحلام الورود في الفضاء ، والخجل يرقص بينهم على إيقاع أماني قد تـأتي ولا
تأتي ..
أتجول طول النهار ، أقرأ ذاتي بين الشعارات الباهتة ، أتلذذ بنكهة ملصقات مرة المذاق ، أمضغ شفتي بين أودية مؤتمرات خاوية .
تحادثني الجدران وتقول : ملف قضيتكم تتخلله فراغات بيضاء ، يتنفس بمقدار بين رفوف طالها النسيان ، تداعبها أياد مجهولة كلما سمعت أصوات احتجاج رديئة في كل مكان ، لكنها لا تمنح الحياة ..
سرت والضباب يغلفني ، وليل الضباب يطول ويطول ، يفصل بين أجسامنا ، ويباعد بين أرواحنا ، فكتبت على جبيني : ها أنا .. ؟ لي موطن ولكن .. ؟