أهلا بك أخى العزيز بهجت الرشيد
بعض الملاحظات لو اتسع صدرك :
أنت وكل القراء الكرام على الرحب والسعة ..
فالهدف هو الوصول للحقيقة إن شاء الله
يمكن أن نعتبر هذا المقال قراءة في كتاب يعبر فيه صاحبه عن تجربته ومشاهداته الشخصية عندما كان منتمياً إلى الإخوان المسلمين .. وذلك حقه .. لكنها تبقى وجهة نظر لا نستطيع من خلالها إصدار أحكام مطلقة ..
يبدو أنك لم تقرأ الكتاب أخى الحبيب ..
ستجد الكتاب به العديد من الشهادات والدلائل التى يرويها الخرباوى منسوبة لأصحابها الأحياء لإقامة الحجة عليهم ..
فالكتاب كتاب فكرى متكامل وليس مجرد تجربة
فلا يمكن بجرة قلم أن نحول الإخوان إلى كذابين متلاعبين دمويين تكفيريين ، وما إلى ذلك من الأوصاف التي تجعل منهم جماعة لا تعرف ديناً ولا خلقاً ولا وازعاً من ضمير !
وهل نحن من فعلنا بهم هذا أخى الكريم إنما هى اعترافاتهم بأنفسهم !
أقول : هل الاخوان الآن في طور التمكين ؟ ولتكن أحكامنا موضوعية !
ماذا ؟!!
ماذا هى مرحلتهم الآن إذا ؟!
أليسوا فى على حكم الدولة الآن وسيطروا على كافة مواقعها القيادية والتشريعية ..
فماذا يكون التمكين إذا ان لم يكن هذا الذى هم عليه الآن
أقول :
هل أصبح الإخوان تكفيريون ؟
هل تعلم أخي الحبيب أن الإخوان عندنا متهمون بالإرجاء ؟
ثم أين كفر سيد قطب المجتمع ؟
نعم هناك مقولات له قد تحتمل ذلك ، لكن برد المتشابه إلى المحكم من كلامه يمكننا أن نستخلص رأيه ..
وانقل هنا كلام سيد قطب من كتاب ( لماذا أعدموني ؟ ) ، وفيه أن الإخوان الذين كانوا موجودين في السجن كانوا منزعجين من فكرة تكفير الناس ، وكيف ردّ سيد عليهم ، فلنقرأ :
( وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!
وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية..
تأمل كلماتى جيدا أيها الأخ الفاضل ..
ولست أظن أننى بحاجة لتعريف نفسي عندك ولا شك أنك تعرف أنى كاتب بمرجعية إسلامية كاملة تنتمى إلى أهل السنة والجماعة
وأسألك سؤالا بسيطا فى البداية ..
ما الذى يدفعنى وغيري ممن هم على درب الفكر الإسلامى لمحاربة الإخوان لو أنهم مخلصون للدعوة بالفعل ؟!
هذا سؤال على هامش النقاش ..
الأمر الثانى الإخوان تكفيريون من خلال مقولاتهم الصريحة فى ذلك بعيدا عن التقية أخى الفاضل ..
فكما تعلم ويعلم الجميع الآن أنهم نافسوا الرافضة فى كمية الكذب والتقية التى يمارسونها فى المجتمع ..
بينما هم بين أنفسهم يجمعون على ضلال وكفر من ليس تابعا لهم
وارجع معى إلى كتاب ( على طريق الدعوة ) لمصطفي مشهور مرشدهم الخامس وعضو النظام الخاص السابق , وهذا الكتاب ليس متاحا للقراء بل هو كتاب منهجى يتم تدريسه فى حلقات دروس الإخوان من الشباب ..
وقد نقل لنا عنه الكاتب سامح عيد فى لقاء تليفزيونى له وقرأ من الكتاب مباشرة عبارة صريحة لمشهور ينصح فيها جمهور الإخوان باتباع الرفق بالدعوة مع الغير لأن الناس من خارج الإخوان لو أدركوا أنهم يعتبرونهم كفارا ( هكذا بالنص ) لنفروا منهم ..
وارجع بنا إلى سيد قطب ..
ونقول أن عبارات سيد قطب فى كتاب الظلال وكتاب معالم فى الطريق صريحة وليست مئولة أخى الفاضل وهى التى مثلت الأساس الفكرى للجماعات الإسلامية التى كفرت المسلمين واستحلت دماءهم وأموالهم ويتضح هذا بجلاء فى شهادة شكرى مصطفي زعيم التكفير والهجرة وفى شهادة وتزكية أيمن الظواهرى لسيد قطب واعتباره شهيد الإسلام وأيضا فى تزكية قيادات الإخوان لفكر سيد قطب ومنهم محمد مرسي نفسه واعتباره فكره هو الإسلام ..
وفكر سيد قطب قال فيه بصراحة أن الجاهلية ليست مرحلة زمنية سبقت الدعوة الإسلامية بل هى حالة أصابت المجتمع الإسلامى اليوم الذى أصبح فى جاهلية تحتاج إعادة بعث الإسلام من جديد ..
ثم أليس من منهج أهل السنة والجماعة استخدام التكفير المطلق ، فإذا وصلوا إلى تكفير المعين توقفوا لحين تحقق الشروط وانتفاء الموانع ؟
فلماذا لا نحمل كلام سيد على النحو الأول ؟
لا بالطبع
لو أنهم لا يكفرون المجتمع عينا فلماذا اعتبروا المجتمع كله فى جاهلية واستحلوا القتل وسلب الأموال
والجماعات الإسلامية أطلقت على نفسها من الأسماء ما يشي بذلك فى وضوح
والحقيقة إني لا أدافع عن سيد قطب هنا ، وقد اختلف معه ، لكني أريد أن نكون موضوعيين في نقدنا ، فلقد قرأت كلاماً لعلماء ( سلفيين ) كبار يشبه أو يتفق مع كلام سيد قطب ، غير أن أولئك لم يُنتقدوا !
أخى الكريم
عندما تريد أن تدافع فلا تتبع أسلوب انتقاد الآخرين للدفاع عن باطل
فالباطل هو الباطل أيا كان قائله
وبين السلفين من يكفرون المجتمع ويحملون وزر هذا فهل رأيتنى اعتبرتهم على المحجة البيضاء مثلا
هم أهل ضلال كغيرهم من أهل التكفير
ولا يمثلون جة على الإسلام لأن الحجة للإسلام على الناس وليس العكس
ثم كيف يكون الإخوان محيون لأفكار الخوارج ؟
هل الإخوان يكفرون بالكبائر ؟
وهل يكفرون كلّ من خالفهم من المسلمين ؟
فقد قرأنا كتب علماء وشيوخ إخوانيين فما رأيناهم يكفرون ، بل يحذرون منه ، ومن أفكار الخوارج ..
الفكرة الرئيسية فى فكر الخوارج هى تكفير المجتمع من خارجهم
وهه هى نقطة الإتفاق
أما ما قرأته أنت لكتب الإخوان فلا يمكن أن نعتد به فى ظل وجود التقية والكذب والعبرة بما يقولونه فى مجالسهم مع أعضاء الجماعة لا ذلك الذى يصدرونه لعامة الناس
أخي الكريم ألا تتفق معي أن أكثر أنظمتنا الحاكمة هي أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان ؟
ماذا تركوا من مخالفات تخرج الإنسان من الملة لم يفعلوها ؟
عطلوا شرع الله تعالى .. والوا أعداء الله تعالى .. حاربوا المعروف وأمروا بالمنكر .. تبنوا عقائد كفرية من علمانية وشيوعية وليبرالية ..
وإذا كان الشيخ ابن عثيمين يرى كفر تارك الصلاة جاحداً أو متهاوناً ( وإذا رددنا هذا النزاع إلى الكتاب والسنة ، وجدنا أن الكتاب والسنة كلاهما يدل على كفر تارك الصلاة ، الكفر الأكبر المخرج عن الملة ) .
فكيف بأولئك الحكام !
صدقني يا أخي .. لست تكفيرياً وليس التكفير يستهويني ، لكن هذا هو واقع الحال الذي لا نستطيع إنكاره ، وإلا كنا كمن يضحك على نفسه !
أتفق معك فى ذلك ..
ولكن الإخوان لم يقتصروا على تكفير الحكام والأنظمة
بل تعدوا لاستحلال دماء المجتمع منذ عملياتهم الإرهابية فى الأربعينيات ..
فأخبرنى بالله عليك هل يمكن استحلال دم مسلم إلا بتكفيره ؟!
العنف والمواجهة المسلحة مرفوضة رفضاً باتاً ..
ولكن ألا ترى أن المعركة الدائرة الآن ليست سياسية فقط ، بل هي دائرة بين عقائد وأفكار ؟
مرفوضة عند من أيها الأخ الكريم ؟!
ربما عندك وعندنا ...
أما عند الإخوان فهى منهج أصيل وإلا لماذا أنشأوا النظام الخاص الذى مارس الإرهاب عبر السنوات ..
واستمر النظام الخاص رغم حله فى آخر أيام البنا وأعاد حسن الهضيبي إحياءه واستمر قسم الوحدات عاملا لليوم
ثم إننا لسنا بحاجة لإثبات مع تصريح قيادات الإخوان أن لديهم آلاف الشباب المقاتلين المدربين وافتخروا بذلك أيضا ..
وأخيرا أيها الأخ الفاضل ..
لا يوجد متأمل اليوم ولو من عامة الناس يخفي عليه الكذب والنفاق الإخوانى الذى تجاوز الحد
وخيانتهم لكافة الشعارات التى خدروا بها الناس زمنا طويلا عندما تولوا الحكم فمشوا على نهج مبارك فى العلاقات الوثيقة مع الأمريكيين والإسرائليين ؟!
فأين هذه الشعارات اليوم يا ترى ؟!