|
الصحب في هـــــــذا الزمان بـــــــلاء |
والقرب منهم خيبـــــــة و عنــــاء |
ألفاظهم معسولــــــة و فعالـــــــــــهم |
مسمومة بل حيـــــــة رقطـــــــــاء |
صولاتهم في لهـــــوهم مشهــــــودة |
كلماتهم براقـــــــــة جوفـــــــــــــاء |
هم في المجاز وقاية و صيانــــــــــة |
هم في الحقيقــــــــة أرجل عرجاء |
عند الفضـــائح أنفس تواقـــــــــــــة |
و لدى الفضـــــــائل أعين عمياء |
وإذا رأيت جلوسـهم في طرقــــــهم |
همـــــز و لمـــــز غيبــة و غثـــاء |
و على الوجوه تبســــــــم لكنـــــهم |
في ظهر غيب طعنـــــــة نجــــــلاء |
(رمل تداخــــــل بعضــه في بعضه) |
فالشكل صخر جلمـــــــد و بنــــاء |
أمــــــــــــا الصلاة فضيعوهــا جهرة |
أهل الديانة عندهــــــم غوغــــــاء |
والأمهات عقوقـــــــهن بطـــــــولة |
و كذا الشريعة نالهـــــا استـــهزاء |
قد جــــــاء في القرآن حكـــــم بين |
يوم القيامة كلهـــــــــم أعــــــــداء |
و إذا اضطررت لحاجة و قصدتهم |
هذي وربي ليلـــــــــة ظلمــــــــاء |
من نام في جحر الأفـــــــاعي آمنا |
لقي المنون و لامــــــه الأحيـــاء |
فدارهم ما دمت بين ديـــــــــارهم |
أهل المروءة بينهم غربــــــــــــاء |
من يلق ذئبا طامعا في رحــــمة |
فمصيره التمزيق و الأشــــــــــلاء |
واحـــذر دسائسهم و كن متيقظا |
فالشهد سم و الوجوه طـــــــــــلاء |
من عاشر الحرباء مغرورا بــها |
حصد الندامة للغباء جــــــــــــزاء |
و لربما انقلب الصديـــق لضده |
يبدي جروحا مـــــــــا لهن دواء |
فاختر جليسك و انتقيه تفـرسا |
خير الصحاب السادة النجبـــــــــاء |
هم في المكارم قدوة وضــــاءة |
هم في المكاره بلـــــسم و شفـــاء |
هم في الدياجي أنجــــــم براقة |
عند الشدائد عـــــــدة و رخــــــــاء |
عند النداء سواعـــــد مفتولـة |
و لدى النوازل في الورى فقهــــاء |
هم في الوجوه بشاشة و تراحم |
في ظهر غيب سترة و دعـــــــاء |
أما الصلاة فخير موضوع لهم |
والأمهات عقوقهن جفــــــــــــــاء |
و قراءة القـــرآن خير حديثهم |
كل الشريعة عندهم غــــــــــــراء |
و تنافسوا في كل خير انــــهم |
في المكرمات أئمة فضلاء |
فاجعل حياتك بينهم تفرح بها |
حقا و صدقا إنهم سعـــــــــــــــداء |
واصبر لهنات تكون لبعضهم |
فلقد يزيغ الصــــــــــــارم المضاء |
و لقد يزل العالمون بهفـــوة |
و الشمس تكسف تارة وتضــــــاء |
هم بهجة الدنيا ونور ظلامها |
صدق و نبل همة و عطـــــــــاء |
رفعوا بناء الدين و الدنيا معا |
فسما البناء و أتقن البنـــــــــــّاء |
و إذا رآك الله بين جموعهم |
لم تشق أبدا والجنان جــــــــــــزاء |