بين الحضارية والبربرية
( مقال ) لـ ( محمد محمود محمد شعبان )
( كم إنَّ هذا الإسلام عظيم ويربي نفوس أبنائه كأعظم من أعظم مربٍ ـ الحمد لله على نعمة الإسلام )
هذه العبارة قلتها عندما رأيت ردود أفعال الإسلاميين في بلادي الذين يتعرضون لهجوم واضطهاد إعلامي وبلطجة أحزاب ليس لها أرضية شعبية ومن ثم تستغل التليفزيون الخاص برجال أعمال المخلوع وفضائياته ، وصحافته أيضا .. قلت هذه العبارة تعبيرا فطريا عن اعتزازي بالإسلام الذي يتحرك به هؤلاء الرجال ـ رجالَ ثورة البناء والتعمير ـ بين الناس ويتعاملون به معهم ، وليس تكفيرا لأحد ـ على الإطلاق ـ كما ظن صديقي !
ـ لا شك ـ المتضرر الأكبر هو نظام أسقطه الشعب وكان قد قام على أكتاف هؤلاء البلطجية ، بل كان يعطيهم رواتب شهرية للقيام بمهامهم في مثل إغلاق اللجان الانتخابية لصالح ( الوطني المنحل ) ـ ويحاول الآن حل جماعة الإخوان المسلمين ، ولكن رجال الجماعة لهم بالمرصاد ، ويحاربونهم بالقانون وبحكمة بالغة فبارك الله فيهم وأكثر الله من أمثالهم في بلادي ـ آمين ـ ، وكذلك فقد كان هؤلاء البلطجية مخبرين سريين لرجال أمن دولة المخلوع وحزبه المنحل عن المتدينين الذين يعتادون المساجد ليبغضوا الناس في دين الله ولينفروهم من كل ما هو إسلامي ،وكذلك تضرر رجالٌ أصابتهم لعنة (العزل السياسي) وهم ـ بدون شك ـ لديهم من أموال الشعب التي نهبوها ما يستطيعون بها هدم مصر ليبنوها كما يريدون هم لا كما يريد القادة الجدد الذين اختارهم الشعب بحرية مطلقة .
مصدر تلك الهمجية الحزبية
من الطبيعي أن نرى تلك الهجمة البلطجية على مقر ( جماعة الإخوان المسلمين ) تلك الهجمة المغلفة بغطاء سياسي براق من ( 14 حزب قانوني ودستوري ومعلن ) لنعلم الآن أن أموال الشعب التي نهبها رجال أعمال وزبانية المخلوع أصبحت رصيدا مفتوحا لصالح تلك الأحزاب التي تأوي البلطجية وتدعمهم ماليا وقانونيا ، بل يقع من هؤلاء البلطجية في يد الأمن يعد ناشطا سياسيا ويجب تحريره فورا، ومن يقتل منهم يسمى شهيدا ووطنيا أو مصاب ثورة ...
يبدو أن من اعتاد حياة الاستبداد وحكم البلطجة والقبضة الحديدة والسياط والطوارئ والمعتقلات لا يملك خيارا غيرها عندما يريد أن يعبر عن رأيه ، ولست أجد اسما يجمع تلك الأحزاب التي تهدم البلد وتحارب الشرعية غير(( أحزاب البلطجية )) .
شهادة حق ، وأجري على الله
للحقيقة .. 1) الإسلاميون مواقفهم مشرفة ومعبرة عن طبيعة المرحلة .. فمثلا عندما حُل مجلس الشعب وكانوا أغلبية لم يتظاهروا لم يعترضوا على أحكام القضاء ولكنهم عبروا عن آرائهم بطرق سلمية حضارية ، وكذلك في ردهم على مواقف الأحزاب ( اياها ) أحزاب البلطجية والهمج ) والتي تحمل شعارات العنف وتعلوا على دماء المصريين وتتاجر بها لتكسب أرضية .. ـ وهيهات هيهات ـ ، وللعلم القيادات الشريفة في تلك الأحزاب لا تصبر على أعمالها البربرية ، وآخرها بالأمس .. قيادي كبير بـ (حزب معروف ..!) قدم استقالته وبررها بعدم رضاه عن سياسة الحزب البربرية في التعاطي مع الأحداث .
2) الإسلاميون لم يهاجموا أي تظاهرات ، ولم يعتدوا على أحد يقف أمام مقره .
3) لقد لمست في هؤلاء الرجال الذين صمدوا أمام مقرهم بالأمس إصرارا لا ند له ، وثقة لا مثيل لها ، وليت لأبناء الأحزاب الأخرى ثمن ما لديهم من حب وانتماء لدعوتهم ولبلدهم ـ بارك الله فيكم يا شباب ويا رجال الإخوان ـ .
أيها المصريون الشرفاء
وأي مصري شريف يرفض بالطبع دعوة هذه الأحزاب الـ ( 14 ) ! والتي تتحمل ـ بدون أدنى شك ـ مسئولية ما حدث بالأمس ( الجمعة / 22/ 3 / 2013) كاملا أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين .. وكما شهدنا فلم يستجب لها سوى البلطجية !، وكذلك موقف الداخلية المتباطئ دائما في حماية المنشآت العامة والخاصة ، والتي لولا تخاذلها لما تجمع شباب ورجال الإخوان المسلمين العزل حول مقرهم ليحموه بأجسادهم من ( المولوتوف والخرطوش والسنج والسيوف و.. )
إنهم لا يستحقون سوى الإشفاق
فهؤلاء الذين يظنون أنهم يكسبون أرضية شعبية بتلك الهمجية والبربرية واهمون .. لأنهم ـ في الحقيقة ـ يجذبون ـ وبدون شعور منهم ـ قطاعات كبيرة جدا من الناس لجانب الإسلاميين ، وقد رأينا بالأمس أيضا دفاعا من الأهالي الذين لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين عن مقرات الإخوان المسلمين ، وإنه لمؤشر مطمئن ـ أيها الإخوان المسلمون ـ فاطمئنوا على دعوتكم فالله حاميها ومبلغها ، والناس أصبحت تميز الآن ـ والآن فقط ـ بين من يدافع عن الحق ومن يدافع عن باطل .
وبعد ... فيقول الله ـ عز وجل ـ ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ، ويقول جل جلاله ( إن الباطل كان زهوقا ) .
==============================
تحيتي
محمد محمود محمد شعبان