زينب .. سَفَرُ الكرامة
--------------
أخلع ابتسامتي عندما أستفيق من نومي ؛ حزنا عليكِ ، فقد إمتلكتِ وجداني واستوطنتِ روحي وانا الهائمُ فيكِ ، مسافراً إليكِ بعد نيفٍ وألفٍ من السنين ، انا العاشق لفيض نورك المتدفق من ثنايا وجودك الكريم ...
كأني اراكِ هناك تتفقدين أقماراً تدور حولك ، فيطل نورها من شق خيمتك وينساب معه عبق الولاء معلناً إيمانه بالمبدأ والمعاد ...
هناك حيثُ يتفقدَ الليلُ بعضه بين نغمات الدعاء وتراتيل القلوب الصادقة ...
رجالٍ ونساء يرتلون القرآن يتعبدون ولهم دوي كدوي النحل...
اي ليلةٍ تلك التي سبقت يوم الشهادة ؟
تزورك فيها النجوم من الأنصار ، يرافقهم قمر العشيرة..
قد جردوا أسيافهم فأشرق النصر من أنصالها...
وعلى مقابضها أكف عاهدتكِ ان لا تُغمد الانصال إلا في الرقاب ...
طفتِ حولهم ، وطاف الكون بكِ ، حتى تمزق قميص الليل وأسفر الفجر عن يوم عظيم...
فأوكلَ إليك السبط ما أوكل ، فكنت نعم المعين ونعم الناصر ...
وهذا قربانك قد وشح الدهر نصرا فلاحَ تاجا على الرؤوس ووساماً بوسط الجبين
ومن بعده أنت حملتِ نصره عزاً في بيوت الظالمين
حتى تدكدك عند شموخك كل كيد الخائبين
فطاف في الارجاء صوتك ، حج ولبى في اذان العالمين
ياشريكة النصر ، لولاكِ ماعرفنا كربلاء...
ولولا كربلاء ما عرفنا أين الصراط المستقيم ...
يا إشراقة المجد التي أفلت أقمارها عزاً
فأشرقت من نحورهم شمس الهداية واليقين
فبنى المجد على اثارهم صروحا هي قبلة للزائرين
واليتكم حتى تنفس في هواكم نسبي فعلمت اني طاهر في مولدي
ولكم تمام الفضل سيدتي ان تقبلوني خادما رغم اقفار السنين
فسعادة المرء حين ينادى باسمه معكم
معكم معكم لا مع غيركم هذا شعار التابعين
فسلام عليكِ سيدتي (زينب) من قلب أحبَ طيوف حروفك ...
فسافرَ عبرَ حروفه يرجو قبولك والشفاعة ...
-------------
محمد مشعل الكَريشي / 20-11-2012