ما عدت أملك غير حرفٍ في الـهوى
والـذئــب يـقـتـل فيـكِ كـلّ أمــاني
لــو كــنـت أمــلـك ضــربةً لضربتها
ومـلـئـت قــلــب الكـفر بالأشجانِ
وجعلت شمس الكون تجلس عندنا
ومشــيــت بالأفـــراح في الأركــانِ
طـــار الحمــام وفي العيــون سعادة
غـمـرتْ ســمــاء الكــون بـالريحانِ
رجـــعَ الحــمـامُ بـدمــعـهِ وعـذابهِ
فـلـقـد رأى مــا لا يـسـرّ كـــيـاني
فلــقـد رأى طـفلا بـكى في وحدةٍ
والبـيـت يــمــلؤه الــفــضا بـهـوانِ
ويــجــوبُ أرضَ اللهِ يــســألُ لقمةً
فتـــعــودُ تـضــربهُ يــد الســلطانِ
والجــدّ قـــرب البيـتٍ يبكي خرابه
رفــض الـهــروب وعـيشة الخـزيانِ
حـمــل الـثــرى في كــفّه وفـؤادهِ
والأرض تـنـــطــق إنــه يــهــوانـي
فتـــمسّح الــعـــبـرات عن وجناتهِ
قـــالــت بــأنّ الــحــقّ دومـــا دانِ
وهـــنا الـفــتاةُ تيـتّــمــتْ وتـألّمتْ
قــد صـــاح صـوت الفسق بالنكرانِ
فحــبـتْ إلى مصر الجريحة تبتغي
عيـــشـا كــريـما خـــالـيـا الأحزانِ
فـغـدتْ تـمـدّ الـكـفّ تطـلب لقمةً
وتــنــام فـي الطــرقـاتِ كالجرذانِ
وتـصـــاحــب الأحـلامَ رغم جراحها
وتـــطــيّب الأوجــــاع بـــالـــقـرآنِ
والأمّ فـي صــخـبِ الــدمارِ تفنّنتْ
بــالصــبــرِ والشــكـــرِ والســلوانِ
وهــنــاك شــاب في الـقـتالِ مثابرٌ
ويـــعــانـــد الجــــلّادَ بــــالعصيانِ
ويصــيــح رغـــم القهرٍ يعلن نصرةً
فـــتــثــور كـــفّ الظــلمِ بالطغيانِ
لا الناس تحمل في الصدور ضغينة
والـحـلــم صــار اليـوم في الأكفانِ
والـشــام بيـن الموتِ تصرخ رحمةً
والذئب يــجـهـل قـيـمـة الأحسانِ
والـقــفــر جـــاور أهـلها وسمـائها
والـــذئـــب يـــوعـــد أهـلها بأمانِ
في نشــرة الأخـبــارِ ألـفُ جريمةٍ
والـقــتـل كـــلّ الـقــتل لـلإنسانِ
وسـمـعـتها حـتـى ظنـنـتُ بأنني
بطــش الطــغـاةِ يكاد أن يغشاني
وتـبـاعـــدتْ أحـــلامــها وتـنـفّـثتْ
بــالـبــؤسِ والأوجــــاعِ والأحـــزانِ
وتـــلـوذ بــالآمــــالِ تـبحـثُ فرحةً
فتـــقـــابـــل الآمـــالُ بـالحــرمانِ
ويطــــوف أرض الله وغـــدٌ أجــدبٌ
ويـــقــاتــل الإشراق في الفتـيانِ
قــتـــلَ الصــبـــاحَ بــأرضه وبلادهِ
ويــعـــاقـــبُ الأزهارَ في الأغصانِ
ذبــح الحـيـاة بـألف ألف قــذيـقةٍ
ويـسيــر بـيـن القــوم كالشيطانِ
يا شمس ما بـال العروبة تـختفي
والكـــفـــر يــضــــرب راية الإيمانِ
ولــكــم طـوينا صفحةً في صفحةٍ
والـقــهـــر يـجلس نشوةً بمكاني
لا تعجبي إن ضاعَ عمري في النِّدا
فــلـقـد سـئـمـتُ بــقائه سجّاني
وشربتُ ظلْم الحكـم ألــف مــرارةٍ
وبـكـى الـفــؤاد لــوحشــةِ النيرانِ
صــمــتٌ مـخـيـفٌ قد أصابَ بلادنا
ولـكــم بـكــتْ في رحلـة النسيانِ
جــــرح العـــروبة قد نما كفضيحةٍ
والـعـجـز يـكــسـر نشوة الفرسانِ
والكـفــر يـعـشـق خوفنا و سكوتنا
والصـمـت يبـقى صـاحـبـا لـجَـبانِ
ســأظـلّ أصرخ في القصيدة حاملا
آلام طــفـلٍ فـاحــــذروا بـــركــاني
وجعٌ يُهدهد بالوجع_محمد نجيب عثمان
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=64812