نعم أقر أناالمذكورة أعلاه بأنني قد حدت قليلا عن المحور الرئيسي للموضوع الذي تفضلت بطرحه ، لكنني لا ارى بأساً في ذلك طالما أننا لا نزال في بداية النقاش وما زال في الصدر وفي الوقت بعض متسع لشاردة هنا أو واردة هناك،وبخاصةٍ أنني أمام محاور يقظ يعرف كيف يرجع ناقة ضلت في العراق وهو مضطجع على جنبه في اليمن فلا بأس إذاً من رقيق تفرع.
كما أقر ايضاً سيدي الفاضل بأنني أنا الأمة الفقيرة إلى عفو ربها، ممن ينطبق عليهم قول المولى عزوجل ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غيرمبين) ،فأنا ممن لا باع لهن لاطويل ولا قصير في مثل هذه الحوارات التي تبدأبخطوات خجلى وقد غشاها الفتور ثم لا تلبث أن تسخن من حيث لا ندري لتغلي بين أيدينا وتفوور.
ثم بعد الإستعانة بالله أقول:
ما عنيته بصناعة الأنسان هنا هو ببساطة عملية غرس القيم وترسيخ المباديء في نفسه ، فبهذا يُصنع، فالإنسان عبارة عن ما يحتويه من قيم تزرع ومباديء تغرس في نفسه، ومن وجهة نظري أن المرأة تضطلع بالقيام بالدورالأكبر في هذه المهمة،،، لماذا؟ لأن موضع الغرس والترسيخ والتثبيت هو دائما موضع ضارب في العمق اي تماما في نطاق الرؤيةالفطرية للمرأة بمعنى آخر في المدى الذي تجيد بفطرتها العمل فيه على الأقل في سنوات التنشئة (الصناعة) الأولى للأنسان ،، تتذكر سيدي أن [الرجل يرى ابعد ، المرأة ترى أعمق]،كشاهد على ما قلت لدينا مثلا الدكتور والعالم المصري الكبير البروفيسور فاروق الباز ،فلقدكان لوالدته دور كبير في صناعته وهي الفلاحة البسيطة في وصوله إلى ما وصل إليه، حيث أفرغت له حجرة صغيرة في البيت ليستخدمها معملا لأبحاثه، وكانت دائماً تشجعه وتفاخر به عند أقربائه على مرأى منه ومسمع،لقد كانت تعده ليصبح شيئا عظيما وقد كان،هذه إجابة لسؤالك الذي طرحت عن القصد من تعبير صناعة الإنسان وكيف تصنع المرأة أنساناً من غير خروج عن محور السؤال هذه المرة.
طبعا أود أن أعتذر وبشدةلخروجي عن الموضوع محور البحث الذي هو "ندرةالعبقرية عند النساء"
وكنقطة إنطلاق جديدة وسلمية دعني اسئلك أولاً: ماهو تعريفك لمفهوم العبقرية؟؟