|
فــيك أعــــــــرّي دمــــــــــي وأرتجــف |
يا أم أوفـــــــــــى رؤاي تنــــــــــــــتزف |
أتيت حومــــــانتي على وجـــــــــــــعي |
مـنـــــها المـــــــآسي عــــــــليَّ ترتصف |
أقــتات من رطب نخــل محـنـــــــتـــــنا |
ليلا و للرقـــــــــــــــمتــــين أزدلــــــــف |
مهـــــــــلا قــــفي لحـــــــــــظة نخــاتلها |
ولملـــــــــــــمي حــــــــقـــبة هي الأسف |
ليتك لو تشجــــــــــــرين ذاكـــــــــــرتي |
كي يسبر الجـــــرح ظـــــــــــلَك الورف |
كابرت فيك اللغـــــــــات أجمــــــــــــعها |
نحو رمــــــــــــاد الرؤى فـمــــــــا تكف |
لم تحاك انكـــــــسار أغنــــــــــــــــيتـــي |
على جـــــــــــــدار الغــــــــــثاء إذ تهف |
فالعـمر غابت هــــــــنا أهلَّــــــــــــــــــته |
قـبـــــــــل المحـــــــاق انتشت به السدف |
كم أطفأ الوهــــــــــــم في دمـي شفــــــقا |
تعاورته لــــــــدى المـــــــــــدى الشُرَفُ |
يا أمَّ أوفـــــــى وهـــــــــى تعلّـلـــــــــــنا |
بالحلم فالجــــــــــرح فـــــــوق ما أصفُ |
خبأتـــــــه عنـــــد كهــــف غربـــتـــــــنا |
من بعد مـــــا قـــــــد وشت بنا الغــــرف |
ستّــــــون عاما مضت بغــــــصتـــــــــنا |
أجـــــــــــترُّ مـــــــأساتــــها وأرتــــشف |
ســـــــــتون عـــــــــاما أعــــدّهــــا أزلا |
كأن صلصــــــــــالنا بهــــــــــا خــــزف |
ما أبلــــحت في الحجاز نخـــــــــلتـــــــنا |
إلاّ تــــولّــــــى رطيــــــــــــــبَها الحشف |
ســــــــتون عامــــــا تـضـجّ أحــرفــــــنا |
في وصــــــــــلها قـــــــــــد تأسف الألف |
والريح إذ تستـــــــــــــــــعـــــير أوردتي |
فتـــــــنفــــخ الزيـــــــف في يرتجــــــف |
مـــــــــــدائني في الوصال توقــــــــــظنا |
هـــــلّ زمـــــان الرغيــــــــف يلـتــقــف |
هات العشاء الأخـــــــــير يصـــــــلبــــنا |
من بعــــــــده كـــــــــلُّ مَــــن رنا يجف |
يا أمّ أوفـــــــى بمــــــــــا يحــــــدثـــــني |
هـــــذا الذي مِــــــــن رؤاي ينخــــــطف |
من بالحجاز العــــــــــريق قبلـــــــــــــته |
عنها تـــــــــــــــولّــى وعنك ينــــصرف |
حــــتّـــى زهــــــــير نشت قــصائـــــــده |
عن وجهك الطـــــــــلق فهــــــي تنحرف |
قد حــــــــــــــــــرفـــوها وفي رؤى دمنا |
دسّوا سواهــــــــــــــا بمنـــــــــطق يرف |
حتّى هفــــــــــــــت بالرحيل أغنـــــــيتي |
خاطت تجاعــــــــــــــــــــيدها التي تكف |
لا توقـــــــدي في الظلال أخيلــــــــــــتي |
يا أمّ أوفــــــــــــــى كــفاك مــــــا الهدف |
بالرقمـــــــــــــــــــتين اللتين لم تلــــــــفا |
دفنتِ عــــــــــــــرس العــــــراق ينزلف |
ما عـــــــــاد للنخل رطب أزمنــــــــــتي |
تستمــــــــطر الغــــــــــــيم حين تنغطف |
وضيّع الطـــــــــــور فيك حكمــــــــــــته |
حــــين تـــهـــــــــجّى دمـــــــاءنا الجنف |
يا غــــــــــــــربة الذات في مـــــــواسمنا |
أبعـــــــــــــــــــد عـــــــشرين حجة أقف |
أبعــــــــــــــد عـــــــشرين حجة انطفأت |
فيك ســـــــــــــــراج انتـــــــــفاضة تلف |
يا أول العـــــــمر كـــــــان يحــــــــــملنا |
للمنــــــــــــــــتهى في وصــــالك الشغف |
أضــــــــــــعتُ فـــــي العشق حلم أندلس |
وبعــــــــــــــــــــدها القدس بات ينخسف |
يا أم أوفـــــــــى هناك متّـــــــــــــــــــسع |
من وقــــــــــــتنا من جــــــــــراحنا يهف |
توســـــــــــــدي أضــــــلع القصيد عسى |
تفضي الذي في كهــــــــــــــــوفه القطف |
واستـنــــــطقي الجـــرح عند غربتـــــــنا |
يضـــــــــــيء مــــا قـد سخت به الكشف |
تلعثــــــــــــــــــمت عـــــــــنده دقائــــقنا |
ترنّحـــــــــــتْ عــــــــــن دجاك تنحرف |
لا تــــــــــــــوسديني جــراح أزمنــــــتي |
تزاحمــــــــــتْ في غيــــــــــوبها الجيف |
تشوي غنائي عــــــــــــــــــلى مشارقــها |
وباسمها يعــــــــــــــــــرج الهوى الزلف |
فاستـــــــعذبتْ في هياكـــــــلي ألـــــــمي |
حين تـقــــــــــرّى مغيـــــــــــبها الشظف |
راحت تحـــــــــــاكي شتات ذاكـــــــرتي |
لعلها تجـــــــــــــمع الذي حـــــــــــــذفوا |
تستــــــــــــــقرأ النخل في رؤى وطــــن |
يروي كــــــــــــــــــوابيـــسه لها السعف |
فتــــــــــــــــنفخ الريح نايه وجــــــــــــعا |
وغــــــــــربتي لحنه الذي عـــــــــــزفوا |
أهــــــــــــــرقتُ فيه رِواءَ خابيــــــــــتي |
فـــــــراح مــن مقــــــــلتـــــــــيَّ يغترف |
يا أمَّ أوفـــــــــى كفاكِ تعــــــــــــــــــرية |
لجرحــــــــــــــــــــــنا لـــم يعد لنا صلف |
من يســـــــــــــــــتردّ الذي تمــــلّـــــــكه |
برُغْــــــــــــــــــــــمنا سامــــــريّنا التلف |
ألـــــــــــــــــــــــواح موسى رميت أولها |
للعجـــــل تيــــــــها عــــــــــليه نعتكف |
فكـــــــــــم أضعنا بباب مقــــــــــــــدسنا |
هـــــــــــــــــواك حتى تمـــــــايل النجف |
قميص عـــــــــــثمان بلّـــــــنا دمـــــــــه |
نحن العــــــــــــــراة الذين قـــد نزفـــــوا |
طال بنا عـــــــــــــريّنا لســـــوءتـــــــــنا |
كـــم جبة فـــــــــــــــــي الفصول نستلف |
كـــــــــم جبة تســــــــــــــتر الذي كشفوا |
من جـــــــــــــــــــرحنا حين روحنا تلف |
ما شوهوا فــــــــــي ربى انتفاضتــــــــنا |
وحلــــــــمنا صار إخــــــــــــــوة اختلفوا |
تقاتلـــــــــــــــوا باسم كل مـــــــــــرتزق |
تحت لـــــــواء التمـــــــــــــــزق ازدلفوا |
كم غــــــــــــــــزة في دمـــــــاءنا غسلوا |
كـــــم دمعة فــــــــــــــــي عيوننا رشفوا |
كــــــــــــــم مسجد فــــــي صلاتنا وأدوا |
كــم سجدة فــــــــي جــــــــــراحنا نطفوا |
كـــم صيحة مــــــــــــــن ضميرنا كتموا |
كــــــــــم روضة فـــــي قلــــــوبنا نسفوا |
هـــــــــــمُ الأشقاء في عـــــــــــــــداوتهم |
قــــــــد أينــــــــــع الحقد بيـــــــنهم يهف |
أرجـــــــــــوك لا تسألي عـــــروبتــــــنا |
صفاتـــــــــها في رفـــــــــــــــوفنا تحف |
يا أمَّ أوفـــــــــــــى سخت سياســــــــتــنا |
يا أنتِ مــــــن أيـــــــن تــــأكــــل الكتف |
أين الــــــذي أبـــــلــــحت مبادئـــــــــــنا |
أم رطـــــــــــــــبها في نخيــــــلها حشف |
من بعــــــــــــــــد عشرين حجة نضجت |
أشواقـــــــــــــــــــنا بالسلام تــــــتصف |
أين السلام الـــــــــذي هفت خريطـــــــته |
وغـــــــــــــــــــــزة الجرح عنه تنحرف |
فكـــــــــم قـتـــــــــلنا ضمـــير أمـتـــــــنا |
واغــــــتال فينا رمــــــــــــــوزها الهيف |
ماذا رسمـــــــــــنا . طريق محنــــــــــتنا |
كــــــم استشاطت دروبــــــــــــه الجَوَفُ |
هل أنكــــــــــــــــرت أمتي أمــــومــــتها |
لو مسًّــــــها الحيف مسَّــــــــــــــني لهف |
ضيــــــــــعتُ عند الطريق بوصـــــــلتي |
شمال كــــــــــــــــــــــلّ الجهات ينعطف |
يا أمَّ أوفــــــــــــــــــــى كفاكِ فلســـــــفة |
في العشق مَـــــــــــــــن للجراح ينتصف |
مـــــــن ترتجــــــــــيه يعــــــيد ذاكــــرة |
ولهى تلاشى بهــــــــــــــــا الهوى الدنف |
من تـنتـــــــــــــــــــــــــقيه لكي يناصحنا |
وهـــــــــــــــا زهـــــــــــير أتاك يعترف |
أين ابنُ عــــــــوف يعـــــــــــــيرنا رشدا |
وابنُ سنان الــــــــــــــــــــــــذي له نقـف |
فتـــــــــــحٌ حماسٌ كعبس داحـــــــــــسنا |
ذبــــــــــــــيانها كــــــــــل دورها حَجَفُ |
يا أروع السيـــــدين فــــــي زمـــــــــن |
تغـــــــــــــــــار منه دهــــــــورنا النُشَف |
هــــــــلاّ تــداركـــــتما دمــــــــــــا سربا |
لإخــــــــــوة بالدسائس انجــــــرفـــــــوا |
عــــــادوا بجاهــــــــــــلية وعـــــــــــلى |
أصنامــــــــهم بالدمــــــــاء قد عكــــــفوا |
العـــــــــرب مـــــاتت أجـــــــل وأولـــها |
مـــن كان للغـــرب قـــيـــــــــــــنة تجف |
يا أعــــــــظـــم السيــــــــدين لو تـــقــــفا |
عــــــــــــلى منافي مخيــــــــــــــــّم يلف |
ضعنا فـــــــــــلا خيمة هنا رفـــــــــــعت |
ولا شــــــــــــــــريد يؤوب ..يــــــزدلف |
تنازلــــــــــوا عن حقوق إخــــــــــــوتهم |
هـــــــــــــلاّ انتفــــــــــضنا نعود ..نأتلف |
أيــــــــن الإباء الذي به عـــــــــــــــرفوا |
في صـــــــــلبنا كــم تـصوغـــــه النطف |
يا أمّ أوفــــــــــــى لـــــــــنا قصـــــــائدنا |
يعلـــــــــو مــــــرايا حـــــــروفها الكلف |
هـــــــــــــلاّ أعــــــــــدنا رؤى انتفاضتنا |
تجــــــــلو المــــــــــــرايا فيبرق الشرف |
نعـــــــــــــــيدك الآن مــــــــــن حجارتنا |
دمـــــــــــــــا أبــــــــيا يثــــور ..ينعطف |
كــــــفى احتراقا عـــــــــــــــــلى مسافتنا |
تحـــــــــوي الذي ظـــــــــل فيك يحترف |
حتى تبــــــــــين الذي هـــــــــــــنا كتموا |
وسرَّ كــــــــــــــــــــــل الغــــلاة ينكشف |
يا أمّ أوفـــــــــى كـــــــــــــفاك قد سئمت |
مــــــــــن جرحـــــــــــــنا نيّراتنا الذُرُفُ |
و حوصـــــرت بالشجون ذاكـــــــــــرتي |
حتى تراخــــــــــــى بـــــها الذي اقترفوا |
حاشاكِ ما أخطأت مــــــــــــواجــــــــدنا |
أو حـــــــلّ في ليل ربــــــــــــعها القرف |
أو أبــــــــــــــــــرقت للــــوصال غيمتها |
أو جـــــــــــــــــــــرّها للمــــواخر القلف |
هي التسابيح حصـــــــــــّنت مكارمـــــها |
كالماس قد لـــــــــــــــــــفّ دره الصدف |
ما كان لقياكِ فــــــــــــــــــــرصة سنحت |
لكنه مـــــــــــــــــــــــا سخت به الصُدَفُ |
فربّـــــــــــــــما يهـــــــــــــتدي لها زمن |
و تزدهينا بنـــــــــــــشرها الصـــــــحفُ |
لم تنـــــــــــس يـــــــــــوما زهير دمنتكم |
فبعـــــــــــــــــــــد عشـــــرين حجة يقف |
وما نسيــــــــــــــــــــــنا هناك غــــــزتنا |
ولا خياما غـــــــــــــــــــــــفا بها الوطف |
وهل تناسى الــــــــورى عـــــــــــروبتنا |
لم ننـــــــــــــــــــــــسها فيك إنها الشرف |
فرتلي آية انتـــــــــــــــفاضــــــــــــــــتنا |
وباركيها هــــــــــــــــــــــــي الدم الزلف |
وجــــــــــــــــرّمي كل حكمة غــــــربت |
هلت يحاكي بروقـــــــــــــــــــــها الترف |
وعطــــــــــــــــــــــــلي مبدأ الذين رجوا |
تعطــــــــــيل ما قــــــــــد سخا به السلف |
هـــــــــزّي نخيلي إليك . لا رطــــبا |
إلا الـــــــــــــــــــــذي بالإبــــــاء يلتحف |
وحـــــرري الفجر في ضــــــمائـــــــرنا |
أنت الضياء الـــــــــذي سينــــــــــتصف |
وعلّمــــــينا هــــــــــواك ما غــــــــربت |
شمس المعـــــــــاني التي هــــــــــنا تلف |
وكســــــــّري قــــــــيد محـــنة نــــــزلت |
بـــــــنـــــا فأنت الهـــــــــــــوى إذا يكف |
وردّدي مــــــا زهـــــير يــنـــــــــــــشده |
في حلــــــــم كـــــــــل انتـــــفاضة ترف |