إطلالة سياسية
عيد العمال هذا العام ( في زي جديد )
أن يكون الاحتفال بعيد العمال هذا العام في داخل مصنع ، ومصنع ( الحديد والصلب ) بالذات ، والخلفية ماكينة والحضور غالبيتهم عمال يرتدون زي العمل ( فكرة جديدة نوفي .. مش كدا ؟ ) والذي عنى لي الكثير والكثير : أن الجميع لابد أن يكون دائما على أهبة الاستعداد ، وأن المرحلة الحالية مرحلة الجد والاجتهاد وزيادة الإنتاج ، وأن مرحلة الكسل والبطالة المقنعة قد ولت وحل محلها ( ربط الأجر بالإنتاج ) ، ولذلك فلا مجال لمطالبة بمنحة فكما قال السيد الرئيس للعمال : ( أنتم الذين تمنحوننا ) . مما يعني أنه لا مجال لأن يتفضل عليكم أحد بمنحة أو هبة وكأنها من عند نفسه ، فالدستور الجديد الذي ربط الأجر بالإنتاج كفل للعامل كل حقوقه كما أن دور القوانين قادم ـ بعد انتخاب مجلس النواب ـ في زيادة حفظ تلك الحقوق له ... كما قلت بدا الاختلاف في اللقاء الأول بالعمال صباحا داخل مصنع ( الحديد والصلب ) ومساءً داخل ( قصر القبة ) .. لقاءان للعمال في يوم واحد جعلا من العيد عيدين ، ويثيران العديد والعديد من التساؤلات ، ولكنها تساؤلات تسهل الإجابة عنها بدون شك .
( حديث الكرامة )
شعرت بالكرامة وكأني أراها رأي عين أثناء كلمة السيد الرئيس / محمد مرسي ، وكانت تلك هي المنحة الحقيقية في هذه الاحتفالية عندما طالب أحد العمال بالمنحة ـ لا أدري بكم بالمائة طالب ـ ، فرد الرئيس بدون تردد ( أنتم ـ يعني العمال ـ الذين تمنحون ) .. رائع .. إنها الكرامة في أبهى صورها إنها بركات ( ثورة 25 يناير ) التي طالبت بالكرامة كمطلب أساسي وضروري للنهوض بأي مجتمع وأنها علامة النجاح والتقدم فلا تقدم ولا ازدهار في ظل مذلة ومهانة و ( شحاتة )، وأعتقد أن كل العمال أدركوا تلك الحقيقة الآن .
( مغامرة سياسية )
من ناحية أخرى شعرت بقوة الرجل وثقته أن قراره لن يقابل باعتصامات ، أو إضرابات ، فهو الآن يعلم أن المنحة لم تعد بيده ، ومع ذلك كانت ( مغامرة سياسية ) منه أن يقابل طلبهم بهذا الرد ! فنحن ما زلنا في حالة ثورة والنفوس ما زالت مشحونة والأوضاع الاقتصادية متعثرة ولا يخفى على أحد ما نحن فيه من البلاء والغلاء ، ومع كل هذا رأيناه يطلب منهم ـ يعني من العمال ـ أن يلتزموا بدورهم المنوط بهم في المرحلة المقبلة ، وأن يتحملوا مسئولياتهم .
( حلقة أخرى في سلسلة الثقة )
أن يذكر السيد الرئيس ( محمد مرسي ) ويشيد بجهود الرئيس الراحل ( جمال عبد الناصر ) في مجال الصناعة ، بل ويؤكد على أنه يسير على خطاه في هذا المجال ، موقف آخر يحسب للرجل ، كما أراها مغازلة لشريحة كبيرة من العمال تعلم مدي اهتمام الرئيس الراحل بطائفة العمال والذي سعى سعيا حثيثا للنهوض بالكتيبة الصناعية في مصر ، ولكنه ـ أعني الدكتور محمد مرسي ـ بجانب ذلك .. أوصل لهم فكرة : أن لكل مرحلة متطلباتها وأن المرحلة التي تمر بها البلاد هذه الأيام تتطلب منا جميعا العطاء ثم العطاء دون التفكير في الذات ، أو ـ على الأقل ـ أن نجعل المطالب الشخصية والفئوية آخر اهتماماتنا حتى نخرج من تلك الضائقة التي تكاد تعصف بالمجتمع كله وبكل طوائفه ..
وما زلت أردد : عيد العمال ( السنه دي ) مختلف ، والكرة الآن في ملعب العمال وننتظر منهم إحراز الأهداف وكلنا ثقة في العامل المصري رمز الجد والاجتهاد .
============================
تحيتي
محمد محمود محمد شعبان
حمادة الشاعر
2/ مايو / 2013