في احدى الليالي كانت قد وعدت نفسها ان تحضر اطباقاً غاية في اللذة لحبيبها لتناول طعام العشاء معاً ، وارتدت اللون البنفسجي اللامع فهي تعرف انه يحب هذا اللون ، حضر الى البيت ودخل ليغتسل ويغير ملابسه .. في هذه الأثناء كانت هي قد جهزت مائدة الطعام واضعة شمعة حتى يكون الجو كما حلمت به سابقاً (رومانسي) كالافلام .. حضر وجلس ونظر الى الاطباق المتيزة وبدأ بتناول الطعام وهي تنظر اليه راغبة ان يبادر بمدحها على طبق من الأطباق الموجودة لم يفعل !! بل قال لها : لماذا لم تحضري صحن سلطة .. اذهبي الآن واصنعيه لي .. قالت له : حبيبي أولاً الأطباق لا أرى انه يناسبها صحن السلطة والوقت متأخر والى ان اقوم بتحضيرة ستبرد الاطباق الموجودة .. في المرة القادمة سأحضره كأول طبق لتتناوله .
نظر اليها والقى بالشوكة من يده وقال شكراً شبعت وغادر غرفة الطعام تاركاً إياها في دهشة من أمرها ذهبت اليه تحاول معرفة سبب غضبه المفاجىء وإن الأمر لا يستحق كل هذا الغضب وإذا من كل ولا بد ستفعل له ذلك الآن . لم يجيبها أشاح بوجهه عنها وأزاحها عنه بيده مبتعداً عنها رافعاً غطاء السرير تمهيداً للنوم ، أطفأ النور واستلقى بالفراش لينام وهي تنظر اليه غير مصدقة لما حصل .
بدأت انفاسها تتهدج ودموعها تنزل ذهبت ورتبت الاطباق وجلست في السرير تنظر له وهو نائم معاتبه نفسها لموقفها ،، قائلة : كان يجب ان اطيعه دون ان اتذمر في المرة القادمة لن اناقش وانما سافعل كل ما يرغب به . ووعدت نفسها بذلك قائلة : على ما اظن ان الامر لن يتعدى اكثر من هذه الليلة .
في الصباح استيقظت ووجدته قد ارتدى ملابسه على عجل .. غادرت السرير مسرعة الى المطبخ لصنع فنجان قهوة متحدثة معه معاتبه له لماذا لم يوقظها وتركها نائمة .. واثناء حديثها كان قد تركها وخرج بحثت عنه لم تجده وضعت فنجان القهوة قائلة : لا زال غاضب ورتبت المنزل وبدأت بتحضير طعام الغذاء باختيار وجبه يحبها جداً صنعتها وانتظرت حضوره لم يأتي ولم تتناول هي الطعام لقلقها عليه مضى الوقت وهي لا تعرف سبب غيابه ،، عاد وكان الساعة تقارب العاشرة ليلاً وهو يدندن باغنية ما ولم يعرها هي اهتماماً او سؤالاً عن حالها وكيف مضى يومها بل اغتسل وارتدى ملابس النوم واستلقى في فراشه نائماً ، ذهبت اليه محاولة منها لارضائه وتعتذر عن ما حصل ليسامحها ويعطيعا فرصة جديدة لم يعرها انتباهاً واظهر لها ضيقه من الالحاح مغمضي عينيه .. وفي اليوم التالي استيقظت باكراً لانها لم تستطع النوم وحبيبها غاضب عليها وكانت دموعها تنزل رغماً عنها ، حضرت فنجان القهوة لكنه ارتدى ملابسه على عجل وخرج دون اي كلمة منه لها ،، سقطت الآنية من يدها وتناثرت القهوة على الارض صارخة .. لماذا ؟؟ الست حبيبته اهو مبسوط بتعذيبي !! ماذا به الست انا من احب وعشق سنوات .. كيف يسحقني هكذا الست تلك التي أحب وبكى يوم شعر أنه ربما يفقدني وفي وقت الظهيرة انتظرت حضوره لم يحضر وفي المساء ايضاً لم يعرها انتباهاً وهي تمسح دموعها وبداخلها تقول حتى انه لا يكلف نفسه السؤال ان تناولت الطعام اليوم ام لا وكما تلك الليالي مرت عليها ليلة أخرى ..
في الصباح لم تستطع النهوض من فراشها تركته الى أن خرج من المنزل غادرت فراشها وذهبت لتغتسل وتغير ملابسها نظرت الى وجهها في المرآة هالها ما رأت ،، هالات سوداء حول عينيها شحوب بوجهها ضعف عام ،، فجأة شعرت بقوة خفية بداخلها ،، قامت بالاستحمام ورتبت البيت وحضرت لنفسها الطعام ، الذ طبق تحبه هي وفي وقت المساء ارتدت ملابس جميلة ووضعت بعض مساحيق المكياج على وجهها وجلست تستمع للمذياع لاغنية ام كلثوم بعيد عنك حياتي عذاب ،، حضر هو كالمعتاد نظر اليها لاول وهلة لم ينتبه لها بعد ذلك عاد ونظر اليها مرة أخرى مندهشاً ،، قامت هي وحضرت الطعام وذهبت اليه تسأله هل تريد تناول الطعام قال : لا لم تناقشه .. جلست وتناولت طعام العشاء مدندنة باغنية ام كلثوم ورتبت الطعام واغتسلت ونامت براحة كالأطفال وفي الصباح استيقظت وصنعت القهوة لنفسها واضعة له فنجان تركه كما هو لم تهتم لذلك . كان مستغرب من اسلوبها الجديد وفي المساء حضر باكراً ووجدها كاليوم السابق متألقة جميلة جالسة تأكل بعض الفاكهة قام بتغيير ملابسه وخرج الى الشرفة .. نادى عليها قائلاً الا تريدين ان تشربي فنـجان قهوة قالت : اريد قال : اصنعيها واجلسي هنا معي اريد ان محادثتك .
دهشت من طلبه .. احضرت القهوة وجلست في انتظاره .. قال : ممكن ان أفهم ما بالك ولماذا تتجاهليني هذه الفترة ؟؟ ضحكت وقالت أنا !! لا يوجد شيء انت واهم بالعكس أنا ابحث عن راحتك !! قال : الم نكن عشاق وألم نكن أحباء أنا فعلاً أحبك نظرت اليه غير مصدقة وكانت عيناه مغرورقتين بالدموع يحاول ان لا تراها هي لكنه لم يسيطر عليها .. قالت له اتحب تناول طعام العشاء قال : نعم .. قالت : سأذهب اذن لتحضــير الطعام قال لها : لا تصنعي ذلك الآن فلا أرغب به الليلة اتعرفين ما أقصد ؟ قالت : نعم .. قال : صحن السلطة .
ضحكت وقالت اثناء انهماكها بتحضير المائدة !! للأسف هو لا يدري انه قد رحل عني وأنني اصبحت قلقة من استمرار هذا الرحيل يوماً بعد يوم ولعله يعي يوماً انني لم اعد تلك التي أحبها لانني على يقين انه ليس ذاك الرجل الذي احببت ...