|
عُذْرَاً دِمَشْقُ إِذَا مَا خَانَنِـي زَجَلِي |
|
|
لا يَنْفَعُ الْقَوْلُ مِهْـذَارَاً بِلا عَمَلِ |
خَجْلَى حُرُوفِي وَوَجْهُ الشِّعْرِ مُنْتَقِبٌ |
|
|
فَلَمْ يَعُدْ كَنُجُـومِ الأُفْقِ يَبْسُمُ لِي |
عُذْرَاً فَمَـا فِي ضَمِيرِ الْعُرْبِ قَافِيَةٌ |
|
|
تَبْكِي مُصَابَكِ عِنْدَ الْحَادِثِ الْجَلَلِ |
تَهَـدَّمَ الشِّعْـرُ وَانْثَـلَّتْ دَعَائِمُهُ |
|
|
وَأَضْحَتِ اللُّغَةُ الْفُصْحَى بِلا جُمَلِ |
مَا قِيمَةُ الْحَرْفِ لَوْ سَحَّتْ مَوَاطِرُهُ |
|
|
من التَّأسفِ أَوْ جفتْ مِنَ الْخَجَلِ |
وَلِلشِّكَايَـاتِ نَـارٌ خَلْفَ أَضْـلُعِنَا |
|
|
وَنَحْنُ فِيهَـا بِلا حَـوْلٍ وَلا طَوَلِ |
لَوْلا تَلَبَّـدَتِ الأَجْـوَاءُ فِي سُبُـلٍ |
|
|
ضَاقَتْ بِنَا عَنْ مَدَاهَا أَوْسَعُ السُّبُلِ |
نَأْتِي خِفَافاً وَرِيحُ الْعَاصِفَـاتِ لَظَى |
|
|
عَلَى جَنَاحَيْنِ مِنْ شَوْقٍ وَمِنْ جَذَلِ |
نَفْدِيكِ بِالُّروحِ نَفْدِي دَمْعَةً هَطَلَتْ |
|
|
مِنْ عَيْنِ أمٍّ وَطِفْـلٍ حَائِـرٍ وَجِلِ |
ولا نُبَـالِي بِمَا نَلْقَـاهُ مِنْ عَنَتٍ |
|
|
دَرْبُ الْجِنَانِ عَلَى شوكٍ مِنَ الأَزَلِ |
تَهُونُ عِنْدَكِ يَا فَيْحَـاءُ أَنْفُسُنَـا |
|
|
لَوْ كَانَ يُجْدِيكِ بَذْلُ الْفَارِسِ الْبَطَلِ |
هَيْهَاتَ يَسْكُتُ دفق الْحُبِّ فِي دَمِنَا |
|
|
كَلا فَلَيْسَ لَهُ فِي الدَّهْـرِ مِنْ أَجَلِ |
الْحُبُّ بَـاقٍ وَمَا فِي حُبِّنَـا جَدَلٌ |
|
|
حُبُّ الشَّـآمِ لَـدَيْنَـا غَيْرُ مُفْتَعَلِ |
بِكُـلِّ نَبْضٍ أَحَـاسِيسٌ مُلَوَّعَـةٌ |
|
|
أَسَىً يُفَجِّرُ دَمْعَ الْحُزْنِ فِي الْمُقَلِ |
إِيهٍ دِمَشْقُ فَكَمْ قَـدْ سَامَنَا وَجَـعٌ |
|
|
يَشُبُّ نَارَاً وفِي الأَحْشَـاءِ لَمْ يزَلِ |
تَرَكْتِ فِينَـا جِرَاحَـاتٍ تُمَزِّقُنَـا |
|
|
عَمْدَاً .. وَجُرْحُكِ فِينَا غَيْرُ مُنْدَمِلِ |
هَيَّجْتِ أَشْجَانَنَـا مِنْ حَاكِـمٍ وَقِحٍ |
|
|
لِصٍّ ، وَشَعْبٍ بِلا حُلْـمٍ وَلا أَمَلِ |
فَيَنْثَنِي وَانْبِـلاجُ الصُّبْحِ فِي دَمِهِ |
|
|
وَلَيْـسَ يَـأْبَـهُ بِالآلامِ والْعِلَـلِ |
مِنَ جُرْمِ طَاغِيَـةٍ فَاقَتْ جَرَائِمُـهُ |
|
|
جُرْمَ الْمُغُولِ عَلَى الأَمْصَارِ وَالدُّوَلِ |
مَا زَالَتِ النَّاسُ تَشْكُو مِنْ تَجَبُّـرِهِ |
|
|
وَاللهُ يَسْطِيعُ دَحْرَ الظُّلْمِ فِي عَجَلِ |
إنَّـا لَنَرْقُبُ نَصْرَاً مِنْـهُ مُنْتَظَـرَاً |
|
|
أَنْعِـمْ بِهِ مِنْ نَصِيرٍ لِلْعِبَـادِ وَلِي |