كن أنت ذاتك
:
(1)
حين تمرُّ بك الحياة.. كأصعب اللحظات،
وينقطع مع الآخر حبل الوصال والعلاقات،
حاول أن تتجاوز.. كذبه وافتراءته عليك،
وكأنهما ضباباً يظهر حيناً، ثم إلى زوال،
وحدِّث نفسك:
"إذا كانت الحياةُ ريحاً، فأنا صمودُ الزرعِ على اليابسة"،
واحذر أن ترهن مسيرتك في الحياة بجدرانٍ..
تقف حائلاً دون تحقيق رغباتك، فرغباتك..
بحاجة إلى زمن، وبحاجة أيضاً إلى صبرٍ يقطع هذا الزمن بالسلوان.
فقط..! اصفح، وغض الطرف، كي تواصل مشوار الحياة.
:
واعلم أن الحلول الوسط..
هي الخيارات الاستراتيجية في التعامل مع الآخر،
واعلم أيضاً:
أن العالم أنت، حين تبتعد عن الاتجاه المضاد،
لذا تعامل مع الآخر كأنه أنت،
واجعل ما تريد رهان استقلاليتك عنه،
وحدِّث نفسك:
"الآخر مألوف والغريب أنا"،
وعش حياة الآخر،
ولا تنفرد باسترجاع تفاصيل حياتك معه، حين يكون هو بحاجة ماسة كي تسمعه،
ستروق له، وسيدعمك،
وسيكون الدعم الذي تتلقاه منه هو دين لك عليه، وحان موعد الوفاء.
:
(2)
تطلع إلى السعادة، ولكن لا تجتهد في البحث عنها،
فهي موجودة بداخلك،
وعش حياتك كأنها لحظة، استمتع بها،
واعلم أن دولابي اللائمة، والتحكّم..
يدفعان الأمور إلى حيث الأسوء الذي لا تتوقعه،
لذا اعمل ما تريد، فأنت دائماً في حالة نمو متواصل،
أمّا الأخطاء فهي عادةً تصاحب التجارب الناجحة.
فتوكل على الله ثم وواجه الحياة بانحناء ولكن لا تنثني عن مبادئك.
:
وكن مع الجميع بأعمال الخير،
وابحث عن منْ يشاركك السير على الطريق،
وكن بمفردك فقط..! في بذل صدقة، ولو بكلمة طيبة،
ولا تنسَ أن تغلق الأبواب، فلا تتبع الهوى حين تدفعك نفسك..
إلى السمو أو إلى الشكوى..
بضرورة أن أحداً عليه أن يهتم بك،
فأنت ذاتك بوصلة الملاح،
وأنت الفُلك التي تجري (بإرادتك) في البحر وعلى اليابسة.
:
(3)
اعلم أن لا أحد يتبرع لك بوقته ليحدث تغيراً في حياتك،
واعمل لمن تحب، ولكن اصنع قراراتك بنفسك،
وانفتح على المستقبل بإشراقة، وكن دقيقاً، وكن متسامحاً أيضاً،
وبين الدفَّتين لا تُلغي التصافح حتى مع من استنكر لك،
فالتنازلات سَمَاحة، أمّا الضعف فهو:
أن تكون على حق فلا تتمكن بعجلتك الفطريَّة أن تتبيَّنها..
لمن أعطاك وقته ليسمعك.
:
وتذكَّر دائماً أن الذنب هو أن تعود من رحلة صيف خالي الوفاض،
وجيبك يفتقد إلى درهم يُقلُّكَ إلى منزلك،
أمّا حقك على نفسك فهو:
أن تجعل روحك تطوف الدنيا دون دراهم.
:
أمّا الحقيقة فهي دوماً في جيبك إذا كنت مع الله،
إظهرها لمن تريد في الوقت الذي تريد،
فالله يعلم صدقك، أمّا الآخر إنما ينتقدك،
لذا كن مسالماً لأن لك رب يحميك.
:
(4)
اعلم أن العهود التي يقطعها الآخر على نفسه لك، تتمدَّد بالصفح،
فكلما كانت هناك مساحة من صفح (ممنوحة منك)،
كانت هناك مساحات من وفاء (من غيرك)،
وكلما تعاملت مع غضب من تحب، سيحبك أكثر،
وكلما تخلَّصت من غضب نفسك سيحبك الله.
:
لذا اتفق على ملامح مفهوم (الإلتزام) مع الآخر،
وابتعد عن (تحكيم الأشياء)، لا نقد ولا نقصان،
وتحلى بالاستجابة فهي..
سمة الأخوَّة الصادقة، وصفات اللين في الإنسان.
:
ولا بأس أن تحفُّكَ بعض المخاطر..
إذا كان القطف هو ثمر نيتك الحسنة،
إنما لا تسرف في إغلال نفسك بالقيود،
وفي المقابل حرِّر الآخر من اصرارك،
وتحرَّر أنت من توقعاتك،
ولا تقاوم حريّات الآخرين،
وابحث عن الأفضل،
وأندمج معه،
واحذف من قاموس كلماتك:
القصور والأنانية،
فلا تنعت بها إلا إياك،
ولا تعمل عمل الحاكم إلا في التعامل مع نفسك،
وفي الأمور المفصلية فقط.
:
واعلم أن القوة الداخلية.. كظم الغيظ،
والقوة الخفية.. حِلم، فكن بهما أنت.
أمّا نتاج عملك المحمود فهو:
أن ترضى أنت على نفسك،
لذا اجعل الإخلاص ديدن أفعالك،
وبالصدق تواصل مع الآخر،
وكن أنت ذاتك.
:
جهاد غريب