هُناكَ، حَيْثُ لا أَحَدَ تقْريباُ عَدا ريح المَساء، بقيَ شيءٌ منِّي..
أنا الآن مُضافٌ إلى تَواشي الصّمْتِ
في قَلْب الهَواءْ
لا شَيءَ، تقريباً بَقيَ فِيّ مِنّي
سوى عينين
بللتا روحي برشاش الأغاني الربيعية
بعد عشرين طلقة في عين الزمن، أتذكرالآن تلك الأغاني...
يكفيني ظل حرف كي أتسلق الغياب إليك
وراء العين كانت الخضرة تفتل خيوط المستقبل خلسة،
وأنا أتسلق عنق البلادة في أحواز الأصفهاني
أنتَ ذوق عجيب يمشي على الأرض، قلتِ
كيف يتصالح في قلبك جويس والمعري
ويطرب شيلر لوشوشات العطار؟
...
أنت جميلة كحلم في صدر المنام، قلتُ
...
ذلك الشيء النافل مني هناك
يطل عليّ من أسفل لهفتي
وفي شيخوختي يغمس كبرياءه
أنت كينونة في العدم
إذْ كنتِ
أنت عدمٌ كائنٌ
إذْ بعدتِ
أنت هناك، ربما
تبللين شاطىء مالقة برشاش نظراتك الخضراء
وأنا أتلقف وحيدا بلل المتوسط
في عيون طنجة
ستشيخ اللذة يوما في عظامكَ، قلتِ
إذاك، أحب أن تراني
سأكون هناك في المفرق بين قلبي..
وقلبي
سترى السنين تسيل من جلدكَ، قلتِ
إذاك، أحب أن تراني
سأكون هناك بين جلدي ..
وجلدي