سئمت غياهب هذا اللا مكان السحيق منّى
ويبدو أنها تستعد لإشعال ثورة ضدى وأظنها على وشك ..
لكن حتى وإن فعلت فلن ألومها ولن يصيبنى الذهول.!
فمذ علمت بوجود العقل فى رأسى وراحت الحياة تجرفنى هنا وهناك
تعلمت أن اللوم والعتاب لا يكونا إلا لخليلين حال بينهما خلاف أو سوء فهم ،
وأنا وتلك الغياهب فى هذا اللا مكان أشبه بقطبي الكرة الارضية أبداً لا نلتقى.. ولا نرغب
فكيف يأتى الفعل والجملة بعد لم تتكون؟
وأما عن كونى هنا من فترة لست أعلم طولها من قصرها
إلا أننى أستمتع جداً من هذا الإنعدام والتجرّد والتصحّر والتغّرب الذى أنا به فى كل وقت هنا وحين.!
فما أجمل من إستيقاظى صباحاً على أصوات شِجار التناقض والتعجب على بقايا رغيف من
أنين ووجع كانا يتناولانه فى وجبة الصباح ،
وكالعادة تتسلل من تحت أرجلهم جرذان الذكريات وتختطف بقايا الرغيف من أمامهم وهما فى
حالة من الضجر والغضب المعتاد
والتى تزداد بفقدانهم هذا الذى شبَّ من أجله الشِجار والنزاع.!
، وبعد القليل والكثير من الأحدات فى هذا الصباح المشرق بالظلام
أبدأ فى ممارسة طقوسىّ اليومية المعتادة وهى -اللا شىء- !
بعد صُراخ وسادتى مُفزعة من أهوال ما رأت بالتى يفترض أن يكون اسمها أحلام أو رؤى
لا عُقد عصبية وشد وجذب وموت تعانقه الثوانى ألف مرة إلى أن يُحمل على جناحيه
نور صبح طال انتظار بزوغه على نوم ليلٍ قاحل لا يبدو له ابتداء من انتهاء وانقضاء.!
فهكذا حالى وحال الأيام هنا فى اللا مكان..
حيث لا حياةَ
ولا أملَ
ولا نجاةَ
ولا أمان
!..؟..!