عاشوراء يابني !!
تذكرني في عبثك ولعبك بالأشياء وبهذه اللعب المتطورة التي بين يديك الان،بأيام هوت ولم يبق منها إلا ذكريات لبيت عنكبوت مهجور .
تذكرني بأيام كانت رغبتي في أن يشتري لي أبي لعبا كثيرة ،شاحنة ،حصانا يجر عربة ،..... فلا تعجبني كل هذه الألعاب المصنوعة من البلاستيك ،فأصنع لنفسي لعبا من علب مختلفة لكنها تنأى عن المسدسات والشاحنات العسكرية والمدرعات ولا تشبهها في أي شيء .
تذكرت كل هذا وأنا أنظر إليك أيها الصغير المدلل ،ويا ابن أختي العزيزة ،ويا ابن وطني والأوطان العربية الكريمة ،المستوردة لشتى اللعب المختلفة من كل بقاع العالم، محتفلة مع أبنائها بهذا اليوم الذي ما كان بذي قيمة تذكر عندنا أول مرة ،ولكن كانوا هم الذين أولوه عظمة وقيمة باحتفالات زاهية مدوية .
فكل ما يفرح الأطفال والصبية لم نكن له سباقين ، كأننا لا نعرف لفرح الأطفال طريقا ولا سبيلا .
كان تداركا من عظيم فيما نقيمه من احتفالات ،فكان أن اضفنا إلى قائمة أعيادنا هذا العيد الذي له وقع خاص على نفوس الصبية ، هذه البراعم البريئة، التي فضلت أن تشتري المسدسات،والمدافع، ولربما فكرت في شراء أشياء حقيقية كالمتفجرات، والديناميت، ولكن لسوء الحظ لم تجدها متوفرة في سوق الصغار،فتساءلت : لم لم أكن أفكر لا في شراء مثل هذه اللعب ،ولا في صنع مثيلات لها ؟
كل الأطفال اليوم يودون شراءها ما دامت لا تبرح شاشة التلفاز ليلا ونهارا ، وهم يشهدون بتدميرها لكل شيء هنا وهناك .
كأنها أسمى شيء في أيامنا هذه ! بل كأن هذه الأسلحة باتت عنوانا لهذه الحياة المفعمة بالدمار بشتى أنواعه .
أصبح الكل يلمس العنف في أطفاله، وفيما هم مقبلون عليه ،شباب وسط موسيقى صاخبة،سماعات في أذنيه ،هاتف في يديه ، أزرار حديدية كبيرة في ملابسه ، لباس يشبه لباس الجنود ورجال الشرطة .....يتشبهون بكل من يحمل أسلحة يتبعها دمار وعنف ،وصخب وانفجار .
أعذرك يا بني في كل ما نسجته عبر وجدودك في هذا الزمن الغادر الذي زهق فيه الحق وظهر فيه الباطل جليا لا يبرح كل مناحي الحياة .
كنت أرى بنات العم والخال تلعبن بالعرائس التي تصنعنها بقطع ثوب وربما خرق وأسمال بالية وقطع من خشب أو من قصب .
عجبت من أمر الأطفال في زماننا هذا، فألقيت اللوم على الكبار وهم يعبثون بهذا البهاء المتجلي في أطفالنا ،لما كانوا مرآة عاكسة لهم ،ولكن المرآة كانت تعكس الدمار الماثل أكثر من الجمال الذي انجلى عن العناوين البارزة، التي أصبحت تعلو أساسيات أيامنا هذه ، فهل ستدخلن بعرائسكن على البلد الأمين هذه الأيام ؟أم ستدخلون أنتم بما اشتريتم من مدافع ومسدسات وشاحنات وأشياء ذات طابع عسكري ؟
وهل أنتم الأجيال التي سنعول عليها لنسج الحياة الكريمة غدا ؟أم تحملون لعبا بين أيديكم تشيدون بمن يعبث بالحضارات والإنسانية وهم يحملون أسلحة كانت لعبكم أيقونة دالة على حقيقتها وقيمتها كأداة لردع وتدمير كل طيب وسوي وجميل ؟؟