على كرسي الحديقة العامة اجلسُ وحيداً انتظر قدومها .. أعلم أن الوقت باكراً , لكني لرؤيتها مشتاق والجو الخريفي في هذه الحديقة جميلٌ جداً وقد فعل الخريف فعلهُ في الأوراق .. انظر إلى الشجرة التي تقف أمامي حاملةً أوراقها .. شبهت نفسي بها .. وأوراقها هي ذكرياتي .. هي شجرة الحب وكل ورقةٍ منها هي يومٌ من أيام عشقي وحبي .. سقطت ورقة اليوم الأول للقائنا .. وسقطت ورقة اليوم الثاني لكلماتنا .. وسقطت الورقة الثالثة لتذكرني كم بدت حبيبتي جميلةً في مواعيدنا .. وسقطت رابع الورقات لتذكرني بروائع الضحكات التي عزفتها حبيبتي من قيثارة فمها .. حتى أتت الريح الهوجاء لتسقط وتعري شجرة الحب من أوراق أيامها .. وبقت ورقةً وحيدة تتشبث بغصن الشجرة تعاند وتصارع الريح .. ولا يقوى على إمساكها غصن الشجرة الجريح .. وما إن سقطت الورقة حتى روحي فيا انتفضت .. وتذكرت وليتها لم تذكرني بقصة حبي التي انتهت .. كيف قتل العنف حبيبتي .. وأسقطها سقوط الورقة .. ورغم هذا اجلس باكراً انتظرها .. يا حبيبتي هاك قلبي وادفنيه معك .