المرأة .. سؤال بلا إجابة
سؤال بسيط.. من هي المرأه ؟
المرأة في واقع الأمر .. ضلع
ضلع من أضلاع الرجل .. جزء منه .. من حياته .. ومن فكره , إنها منه .. جزء منه .. إنه أصلها
هو القوة .. الملجأ .. الأمن ..
وهي السكن .. والحنان .. و الراحة
الرجل هو أصل الحياة .. و الله سبحانه وتعالى كتب عليه الشقاء والتعب من أجل المعيشة .. ولأنه يدرك حجم الألم الذي سيمر به .. خلق له حواء .. المرأة .. ضلع الرجل المفقود دوماً داخله .
خلقها الله سكناً له .. خلق فيها حناناً يغمره و ينسيه آلامه .. خلق الله فيها حباً و أمناً و سكناً ومودة .. خلق لها قلباً بريئاً رقيقاً طاهراً ..
و زرع الله سبحانه وتعالى حب حواء في قلب آدم .. ناهيك عن حب آدم لحواء .. إنها ضلعه المفقود .. إنها جزء منه .. ولهذا أحبَّها .. وراعاها .. وحافظ عليها .. وتحمّل مسؤوليتها .. و خاطر بحياته من أجل أن يحميها من أي مكروه .. قاتل من أجل مأكلها وملبسها .. ومن أجل أن يرى ابتسامة رقيقة تُنسيه كل ما واجهه من أجلها .. كانت ابتسامتها ترضيه و تجعله يشعر بأنه ملك العالم من أجلها .
إنها مِلكُه لأنه صاحبها , وهو مِلكُها لأنها صاحبته
وكل منهما يملك الآخر .. الرجل بطالب بحق تملكها علانية لأنها جزء منه ... والمرأة تطالب بحق تملكه في صمت لأنه أصلها
في الحقيقة أن كلاً منهما يتحكم في الآخر .. وأي امرأة في العالم أجمع مهما بلغت قوتها ... تعشق الإحساس بالضعف أمام الرجل حتى ولو أظهرت عكس ذلك .. إنها تعشق الضعف المخلوق بداخلها .. ذلك الضعف الذي خلقه الله تعالى داخلها .. الشعور بالاحتياج إلى الرجل .. إلى الأمن و الأمان والسكن ... والاحتواء
و رغم كل التطور المتنامي في عصرنا الحالي .. ومع التدهور الرهيب الذي حدث للأخلاق بين الطرفبن , إلا أن جميع محاولات المرأة للهروب من الرجل ومحاولة الاستقلال عنه كانت نتيجتها الفشل .. وليس الفشل هو الفشل المادي . فالمرأة حققت بالفعل أشياء قد تمنّتها بالفعل , بل و وصلت لمرحلة متقدمة بالمقارنة بالفترات الماضية , ولكن الفشل الحقيقي هو الفشل المعنوي .. ذلك الشعور اللاإرادي بمحاولة الاستقلال عن الرجل في كل شئ .. النجاح الوظيفي و تحقيق الذات جزءاً من المشكلة .. ولكن برغم نجاح المرأة إلا أنها كانت تكبت فيها رغبتها للصراخ بأنها مازالت أنثى بعد أن أنهكها التعب و الاحتكاك بمختلف أنواع البشر , وبالتالي بدأت في مرحلة فقد أهم ما كانت تتميز به .. الأنوثة , والأنوثة ليست تلك الأنوثة السطحية التي انقلبت في زماننا هذا إلى أنوثة جسدية , ولكنها أنوثة الروح و القلب , نقاء وصفاء بلا جراح أو التواء أو قسوة .
المرأة انتبهت أن هناك امرأة أخرى داخلها لم تمت بعد .. ولكنها ليست نفس الشخصية التي تعيشها الآن .. انها ليست امرأة .. إنها خليط بين الرجل و المرأة .. خليط بين الأنوثة و الصلابة و الرقة والصرامة و الحنان و القسوة .. أدركت أنها تلعب كل الأدوار .. تطالب بحقوقها السياسية والاجتماعية في الخارج و تطالب بها في داخل البيت و تتعامل مع كافة أنواع البشر من أدناهم إلى أعلاهم , وتقوم بتربية أطفالها و تقوم بأعمال المنزل , وتطالب بالمساواة مع الرجل في الحقوق وتنسى الواجبات , حتى أنها أحياناً تُناقض نفسها فتجدها في أي ازدحام أو طابور أو اختناق مروري أو حتى معاملات بنكية وحكومية تطالب بحق أرفع من الرجل لإنهاء مُعاملتها .. لأنها امرأة بالرغم من مُطالبتها بالمُساواة مع الرجل . !!.
أصبحت لا تدرك أي دوراً تلعب .. وكان هذا أكبر من طاقتها على التحمل ... لأنها وجدت نفسها وحيده ... ضلع وحيد دون أي أصل لها يحتويها .. و أصبح الزمن يمر وهي لا تقوى أن تعود مرة أخرى كحواء القديمة فتندثر ويستغل بعض الرجال تلك العودة , ولا تجد طريقاً آخر سوى أن تُكمل ما قد بدأته .. تُكمل طريق الابتعاد عن المرأة .
و المرأة في أغلب الأحوال اتجهت لهذا الاتجاه .. كرد فعل طبيعي ناشئ عن سنوات من القهر الذي تعرضت له في العصور السابقة ..سواء من رجال اعتبروها دمية بين أيديهم , وبين آخرون اعتبروها خادمة في بيوتهم , وآخرون فهموا الدين بطريقة خاطئة وأوعزوا معاملاتهم الحقيرة مع المرأة للدين وهو أبعد من أن يكون كذلك .
ولأن المرأة شعرت بمهانة فوق الوصف خلال تلك السنوات .. فلم تعد تقبل أن تعود مرة أخرى , حتى ولو أخدت آلاف العهود من الرجل بأن ذلك العصر البائد لن يعود , لأنها لم تعد تملك تصديقه .. فالتجربة كانت بشعة بحق .
ولهذا فانطلقت تحت هذا الضغط العصبي , بالإضافة إلى استغلال القنوات الإعلامية التي تسلّل منها أعداء الدين لإبهار المرأة بالحريات و تضخيم المواضيع وزرع الحقد على الرجل داخل المرأة كحل جزري في زعزعة كيان الأسرة العربية أو المسلمة , و بدون قصد .. اتجهت المرأة وبكل اندفاع للحرية والمساواة و إثبات الذات والنجاح في العمل ..
و الرجل في الواقع لن يقبل أن تتعداه المرأة بأي حال من الأحوال .. ليس لأنه انساناً يحقد على المرأة , ولكن لأن الله خلقه هكذا و لأنه يعلم أنها ضلعه الأثير .. الرجل أيضاً فقد معنى الاحساس بأن هناك امرأة .. لأن الله خلق المرأة كي تكون سكناً له و كي تشاركه حياته لا أن تلغي حياته وتنشغل بأمور أخرى غيره و تنافسه فيما خلقه الله لأجله .. ومن هنا بدأ الغضب .. و ليس الغيرة .. بل الغضب .. الغضب من المرأة لأنها اختارت دوراً آخر غير دورها .. ولأنه أصبح آدم مرة أخرى .. كما كان قبل حواء .. ولكن تلك المرة بلا ضلع ., الغضب من أنه يندثر تدريجياً من حياة المرأة و من الحياة العملية بشكل عام , و الغضب أيضاً من اتجاه المرأة للعمل و الذي – من وجهة نظر الرجل - جزء من مشكلة البطالة .. لأنه أضعف فرص العمل للرجل مما أدى إلى تدهور فرص الزواج بشده .
و الرجل خُلق لكي يبني أسرة ويعولها , ويحميها , ويكون مسؤولاً عنها , و لهذا فهو يبغض عمل المرأة لأنها بدأت في انتزاع رجولته و انتزاع سبب وجوده .. لأن هذا في من وجهة نظره هو إنهاء لسبب وجوده وبالتالي تفريغ العلاقة الزوجيه من معناها الضمني, ولهذا لا يحتمل أن تنفق المرأة على المنزل ويبغض أن لا تحتاج المرأة إليه .. ليس من أجل إذلالها .. ولكن من أجل إحساسه برجولته و بوجوده الذي خلقه الله عليه .
و لأسباب كهذه أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون هناك تكافؤ في الزواج .
و المرأة حتى الآن .. تبغض الرجل الخانع الذي لا وجود له .. وتعشق الرجل القوي الواثق من نفسه و الذي يستطيع أن يحميها ... ولكنها لاتدرك أنها إذا تقدمت عنه أو تساوت معه أو تجاوزته .. ستكون قد أشعلت فتيل الانفجار الذي لن ينطفئ أبداً.
و إذا نظرنا إلى المرأة العربية مثلاً سنجد أنها في طريقها إلى حريات المرأة الأوروبية و الأمريكية.. ولكن تُرى على استمعت المرأة العربية إلى استطلاعات الرأي للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية ؟
كشفت إحصائية لرصد اتجاهات الأمريكيين أن 80% من الأمريكيات يعتقدن أن من أبرز النتائج التي نتجت عن التغير الذي حدث في دورهن في المجتمع ، وحصولهن على الحرية , هى إنحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب هذه الأيام .
وقالت المشاركات في الاستفتاء أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال السنوات الثلاثين الماضية ، هي المسؤولة عن الانحلال والعنف الذي ينتشر في الوقت الحاضر.
ولدى سؤال المشاركات ، وعددهن يزيد على 4000 امرأة : هل تتمنين أن تكون ابنتك مثلك ؟
أجابت 60% منهن بالنفي .
وقالت 75% من اللواتي شاركن في الاستفتاء أنهن يشعرن بالقلق لانهيار القيم التقليدية والتفسخ العائلي ، وقالت 66% منهن أنهن يشعرن بالكآبة والوحدة .
وبالنسبة للنساء العاملات ، قالت 80% منهن أنهن يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل ، ومسؤولياتهن تجاه المنزل والزوج والأولاد ، وقالت 74% أن التوتر الذي يعانين منه في العمل ينعكس على حياتهن داخل المنزل ، ولذلك فإنهن يواجهن مشاكل الأولاد والزوج بعصبية ، وأية مشكلة ، مهما كانت صغيرة ، تكون مرشحة للتضخم .
ولكن ، لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء ، هل كانت المرأة تطالب بالتحرر وحقها في العمل ، والمساواة بالرجل ؟ 87% من اللواتي شاركن في الاستفتاء قلن : لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة ، وقاومنا اللواتي يرفعن شعاراتها. !!!!
المرجع : الانحلال الأخلاقي في مجتمعنا العربي – صفحة 6 – للكاتب أحمد فؤاد
المرأة والرجل في مركب واحد .. الرجل بكبريائه وسوء معاملته للمرأة , والمرأة بعنادها وابتعادها عن احتواء الرجل.
و المشكلة ستظل بلا حل .. الرجل لن يرضى أن تتفوَّق عليه المرأة وتلغي وجوده .. والمرأة لن تقبل أن تسكن جوار زوجها لأنها لا تثق به ولا تأمن غدره .
و المركب ستغرق قريباً .. لأن كليهما قد اختار لعب أدوارٍ مختلفة لأدوارهما
فهل هناك أمل ؟
أحمـد فــؤاد