بسم الله الرحمن الرحيم
نوافذ-عبدالغني خلف الله.
الجلطة المرورية
لن تجد شيئاً يشبه دوران حركة السير مثل ( آلة الأكورديون ) تنضم وتنفرد وفقاً لبراعة العازف ..و المتأمل لأنسياب المرور يلاحظ الشبه بين شرايين الجسم والشوارع وبين جريان الدماء وحركة العربات وكلما كانت الشرايين نظيفة وخالية من الكلسترول كلما كان جسم الإنسان صحيحاً ومعافيً ..وكذلك االحال بالنسبة لحركة المرور ..وعندما تحدث جلطة في الشرايين خاصة في الدماغ الذي هو بمثابة وسط العاصمة إن صح هذا التشبيه تحدث جلطات ارتدادية في مناطق أخري .. كذلك عندما تتوقف الحركة بسبب عربة متعطلة في مكان حساس كالجسور مثلاً تتأثر بذلك التوقف مئات العربات ويصعب من العسير علي ذلك الإنسياب استعادة حيويته بالرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها شرطة المرور لتدارك ذلك التجلط المروري ..وحالة شرطة المرور التي يطالبها المواطنون بأن تسهل إنسياب حركة السيرمهما كانت الظروف ..يحدث ذلك عبر الشركات والأفراد ..من الخليج ومن آسيا والصين ..ولا تلوح في الأفق بارقة أمل في توقف الإستيراد أو بالضرورة تشييد عشرات الجسور الجديدة والأنفاق ..فكيف نتعامل مع تلك الأزمات المرورية ؟ ..بداية أطلب من جهات الاختصاص مضاعفة عدد الرافعات التي تعمل في قطر العربات المتعطلة وبأسرع وسيلة ووضعها علي أهبة الاستعداد في مداخل الجسور الرئيسية وعند التقاطعات المهمة ..هذا الموقف مطلوب بالمناسبة وبنفس القوة وربما أكثر في الحالات المرضية الطارئة .. لأن عامل الزمن يصبح حاسماً .. وكلما نقل المريض بسرعة للمستشفي كلما أصبحت فرص نجاته أكبر وليتنا ندخل نظام ( الإي. سي . جي ) داخل عربةالإسعاف وإرسال النتيجة للمستشفي قبل وصول المريض إليها بالإنترنت لأن مرور كل دقيقة يشكل خطراً علي حياة المريض ..والعكس هو الصحيح ..هذا طبعاً المدن الكبيرة ..أما جلطات الناس الدماغية وغير الدماغية في الأقاليم فهذه يتولاها الله سبحانه وتعالي بعنايته ولطفه ..إذ لا توجد في معظم المدن الصغيرة مراكز متخصصة في أمراض القلب وتلك قصة أخري ..كذلك يحدث التجلط المروري عند مرور مسئول كبير تتقدمه عربة نجدة ومن وإلي المطار . .وإذا كان وقت المسئول الكبير مهم بالنسبة لطبيعة وظيفته ولا خلاف علي ذلك فإن وقت المواطن أيضاً هو الآخر علي درجة من الأهمية ..فما جدوي الحكومات أصلاً في ظل مواطن لا يتمكن من الوصول إلي مكان عمله أو مصنعه أو ورشته وجامعته ومدرسته بالسرعة المطلوبة لتدور عجلة الإنتاج ؟ ..فهل يتواضع الأعزاء المسئولون الكبار ويوفقون أوضاعهم الوظيفية وينظموا أوقاتهم ويتحركوا قبل وقت كاف ويذوبوا في خضم الجماهير العريضة بسياراتهم ليصل الجميع وهم مرتاحون بدون إحداث جلطات مرورية يسببها مسئول واحد أمامه عربة نجده لتعاني مئات العربات من بعده وقد يكون من بينها عربات اسعاف وبهذه المناسبة أود التذكير بأن أي شخص يصاب بنزيف حاد أمامه 13 دقيقة فقط للوصول للمشافي وتدارك حالته إلا من رحمه الله سبحانه وتعالي ..هذا مع تحياتي .
من أرشيف كتاباتي الصحفية