وَأَعْشَقُ كَثْرَةَ الْأَلْعَابِ
*********************
مَا كُنْتُ يَوْماً غافِلاً عمَّا بِيْ
فَمِنَ الرَّصَانَةِ فُصِّلَتْ أَثْوابيْ
ومِنَ الْفَراسَةِ أَمْتَطِيْ عَلْياءهَا
فبَصُرْتُ ما يَخْفَى عَلى الْأَتْرابِ
وشَرابُ مِثْلي حِكْمَةٌ لا تَنْتَهِيْ
إلّا وتَفْتَحُ أَصْعَبَ الْأَبْوابِ
في الْحُبِّ قالوا إنَّنِيْ أُسْطُوْرَةٌ
وحِكايَةُ الشُّعَراءِ والْكُتَّابِ
ورِوايةٌ شَرْقِيَّةٌ عِنْد الْمَسَا
تَشْدُوْ بِها الْعَذْرَاءُ في الْمِحْرابِ
وبأَنَّنِيْ بَحْرٌ يَهيْجُ صَبابةً
ويَفِيْضُ لِلْعُشَّاقِ بالْأَسْبابِ
وَأَنَا السَّحَابُ لِمَنْ أَشَاءُ وَإِنْ أَشَأْ
أَمْطَرْتُ مَنْ شَاءَتْ بِغَيْرِ حِسَابِ
وَجَعَلْتُهَا أَحْلَى وَأَجْمَلَ كُلَّمَا
شَرِبَتْ رَبِيعَ الْعُمْرِ مِنْ أَكْوَابِي
وَرَوَيْتُ مِنْهَا مَا اشْتَهَى مِمَّا اشْتَهَى
مِنْ مُشْتَهَى الأرْواحِ .، مِنْ أَنْخَابِي
فَطَغَتْ فَوَاكِهُهَا عَلَى أَغْصَانِهَا
وَتَفَتَّقَ الرُّمَانُ بِالْأَعْنَابِ
لا يَهْتَدِي فَصْلُ الْخَرِيفِ لِعُمْرِهَا
مَا دُمْتُ أَعْزِفُهَا بِلَحْنِ شَبَابِي
في الْعِشْقِ قالوا إنَّنِيْ مَوْسُوْعَةٌ
وَمَرَاجِعٌ وخَرائِطُ الْأَلْبابِ
وبأنَّنِيْ نَجْمُ الثُّريَّا لَمْ أَزَلْ
تَرْمِيْ لَهُ الْأَبْصارُ بالْإعْجَابِ
قَالوا وقَالوا غَيْرَ أَنِّي في الْهَوَى
طِفْلٌ وأَعْشَقُ كَثْرةَ الْأَلْعابِ
*************************
بقلمي
أحمـــ الجمل ـــد